بثت وسائل الإعلام الحكومية الكورية الشمالية فيلماً وثائقياً جديداً أظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون "ذابلاً تماماً، وكان يعرج"، بينما يحاول أن يعالج "أسوأ المصاعب على الإطلاق" التي مرت بها بلاده الفقيرة خلال عام 2021، طبقاً لما أوردته صحيفة The Independent البريطانية، الثلاثاء 1 فبراير/شباط 2022.
فخلال الفيلم الوثائقي، الذي يحمل عنوان "عام النصر العظيم، 2021" (The Great Year of Victory, 2021)، يُرى كيم بينما يعرج ويواجه صعوبة أثناء نزوله درجات سلمٍ مؤقتٍ ويمسك مظلة خلال زيارة إلى أحد مواقع البناء.
فيما يُسمع صوت الراوي المتعاطف في هذا الفيلم وهو يقول: "إن جسده ذابلٌ تماماً، وقد أظهر كنفه الأبوي من خلال المعاناة والقلق الشديدين من أجل تحقيق أحلام الشعب".
مشاكل صحية
الراوي تابع بالإشارة إلى أن المشاكل الصحية التي يعاني منها كيم كانت نتيجة العمل الشاق، لكنه لم يُشِر مباشرة إلى الانخفاض الكبير في وزنه، في وقتٍ تكرر خلاله اختفاؤه عن الأنظار لأسابيع.
كما قال الراوي في لقطة تظهر تعثر كيم أثناء نزول الدرج: "أظهر (كيم جونغ أون) كنفه الأبوي عبر إصراره على تحدي الثلوج والأمطار والرياح خلال تحمله مصير الأمة والشعب كأنهم أطفاله"، وذلك وفقاً لما نشره موقع NK News الأمريكي المتخصص في أخبار كوريا الشمالية.
أما في لقطة أخرى، فظهر كيم وهو يمتطي حصاناً أمام شاطئ في صحبة مسؤولين عسكريين، من بينهم باك جونغ تشون، رئيس الأركان العامة للجيش الشعبي الكوري، وبعدها لقطة لدبابات تخوض تدريبات بالقذائف الحية.
أيضاً ظهر يمتطي خيولاً مع زوجته ري سول جو، وأخته كيم يو جونغ، ومساعدته هيونغ سونغ ول، والمسؤول السياسي الكبير جو يونغ وون، وآخرين، وذلك عند جبل بايكتو في يومٍ غير محدد التاريخ في الصيف الماضي، وحينها ظهر الزعيم الكوري الشمالي نحيفاً وفي صحة جيدة.
لقطات نادرة
يذكر أنه خلال عام 2014، أظهرت لقطات بثتها وسائل الإعلام الرسمية كيم وهو يعرج على مسرح كبير أمام صورة ضخمة لجده وهو يبتسم، وذلك في ذكرى وفاة جده في مظهر نادر للضعف ببلاد تقدس قادتها.
يأتي ذلك بينما تخضع وسائل الإعلام الرسمية والدعاية لسيطرة صارمة في الدولة المعزولة وعادة ما تبقي أي عيوب لقيادتها سراً.
بينما ذكر الفيلم الدعائي ما وصفه بأنه إنجازات الدولة المتقوقعة على نفسها على صعيد تطوير الأسلحة والصواريخ، ومشروعات البنية التحتية، إضافة إلى الجهود المبذولة للتغلب على الوباء وجوانب أخرى.
أشاد الوثائقي، الذي تصل مدته إلى 110 دقائق، مراراً وتكراراً بمثل هذه المشاريع باعتبارها علامات بارزة على ما وصفه بـ"النصر" بقيادة كيم، الذي بدا أنحف بشكل ملحوظ، بما يتماشى مع الأفلام الوثائقية السابقة التي استخدمتها وسائل الإعلام الحكومية لصياغة ما يوصف بـ"العبادة الشخصية شبه الإلهية" حوله.
تجاهل مصاعب البلاد
يشار إلى أن كوريا الشمالية عانت من جفاف وفيضانات في العام الماضي، ولا تزال تعاني في ظل العقوبات المفروضة عليها من الأمم المتحدة بسبب برنامج الأسلحة الخاص بها.
لكن هذه القضايا على وجه التحديد لم تُذكر في الفيلم الوثائقي، الذي قال إن "المصاعب" غير المحددة التي تواجهها البلاد صارت الآن تحت السيطرة.
فضلاً عن الزعيم الكوري الشمالي، يُظهر الفيديو لقطة فريدة لناطحة سحاب جديدة في العاصمة بيونغ يانغ تتكون من 80 طابقاً، إضافة إلى منطقة سكنية كبيرة.
في حين يمكن التعرف على لقطات لاحقة بأنها تعود إلى معرض الدفاع الصاخب الذي نُظِّم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولكن لم يضم هذا الجزء أية لقطات للصواريخ السبع التي أُطلقت في يناير/كانون الثاني هذا العام.
تجدر الإشارة إلى أن الفيلم الوثائقي الذي يمدح كيم، يصدر سنوياً عن طريق التلفزيون الكوري المركزي KCTV، ويعرض تفاصيل لأنشطة الزعيم ويُعزي الفضل إليه في العمل على حل مشكلات كوريا الشمالية.
من جهتهم، قال الخبراء إن نسخة العام الحالي من الوثائقي سوف تُبثّ على الأرجح كثيراً في كوريا الشمالية خلال الأسابيع القادمة.