ارتفعت إلى 332، حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم الذي شنه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على سجن الصناعة في حي "غويران" بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، فيما تستمر عمليات التمشيط والتفتيش داخل المبنى وفي محيطه.
حتى السبت 29 يناير/كانون الثاني 2022، كانت اشتباكات متقطّعة لا تزال تدور في محيط السجن، بين القوات الكردية المدعومة أمريكياً وعناصر متوارية من التنظيم، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان "قوات سوريا الديمقراطية" استعادة "السيطرة الكاملة" عليه.
كانت مجموعة تابعة لتنظيم "داعش" قد هاجمت محيط سجن الصناعة في الحسكة الخميس 20 يناير 2022، وفجرت سيارة مفخخة، وتمكنت من دخوله ما أدى إلى فرار عشرات من عناصر التنظيم المحتجزين فيه.
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد 30 يناير/كانون الثاني 2022، قوله إن "الحصيلة الإجمالية للقتلى بلغت 332، بينهم 246 من التنظيم و79 من قوات الأمن الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، وسبعة مدنيين".
يعود استمرار حصيلة القتلى في الارتفاع إلى عثور القوات الكردية على مزيد من الجثث، خلال "عمليات التمشيط والتفتيش" التي تواصل إجراءها في مباني السجن وأحياء محيطة به، وفقاً للمرصد، الذي أضاف أن "الجثث الجديدة التي عثر عليها كانت موجودة داخل السجن وخارجه".
كذلك، أشار المرصد إلى أن هذه الحصيلة "قابلة للارتفاع؛ نظراً إلى وجود عشرات الجرحى وأشخاص لا يزال مصيرهم مجهولاً، ومعلومات عن قتلى" آخرين من الطرفين، مضيفاً أن هنالك معلومات تفيد بـ"وجود 22 جثة أخرى".
جثث مكدسة
الوكالة الفرنسية أفادت من جانبها، بأن مراسلها شاهد شاحنة تتكدّس فيها العديد من الجثث التي يرجح أنها جثث عناصر من التنظيم، وهي تخرج من محيط السجن، قبل أن تتوقف في موقع آخر بحي غويران، "حيث قامت جرافة بتحميل مزيد من الجثث فيها، ثم أكملت سيرها نحو وجهة مجهولة".
من جهته، قال مدير المكتب الإعلامي في "قوات سوريا الديمقراطية" فرهاد شامي، إن الجثث "ستنقل إلى مدافن مخصصة لها ضمن مناطق سيطرة الإدارة الذاتية"، في شمال شرقي سوريا.
كانت "قوات سوريا الديمقراطية" قد ذكرت الأربعاء 26 يناير/كانون الثاني 2022، أن نحو 3500 من المهاجمين والسجناء التابعين للتنظيم استسلموا لها، إلا أن مسؤولين أكراداً قدّروا بما بين ستين وتسعين عدد مقاتلي التنظيم الذين لا يزالون يحتمون في أقبية داخل السجن.
توجّه القوات الكردية في الحسكة نداءات متكررة إلى هؤلاء المقاتلين للاستسلام، فيما تحدث المرصد عن "استسلام" 20 شخصاً أمس السبت.
يُشار إلى أن الاشتباكات دفعت نحو 45 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم في مدينة الحسكة، وفق الأمم المتحدة، ولجأ عدد كبير منهم إلى منازل أقربائهم، بينما وجد المئات ملجأ لهم في مساجد وصالات أفراح بالمدينة.