شهدت العائلة التاريخية لليمين الفرنسي المتطرف انقساماً جديداً، مع إعلان ماريون ماريشال، ابنة شقيقة مارين لوبان، رغبتها في الوقوف في صف منافس خالتها إريك زمور في السباق على انتخابات الرئاسة.
ماريشال التي تبلغ من العمر 32 عاماً، قالت في مقابلتين صحفيتين، الجمعة 28 يناير/كانون الثاني 2022، إنها "تميل" إلى المرشح اليميني المتطرف زمور، الذي يقوم بحملة تستند إلى مقترحات متطرفة ضد الهجرة والإسلام، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أشارت ماريشال في تصريح لصحيفة لوفيغارو إلى أنها تجد أن "الانسجام والرؤية والاستراتيجية تجعلني أميل إلى إريك زمور، هذا أمر مؤكد، لكن هناك مسألة عائلية".
من جانبها، قالت مارين لوبان رداً على سؤال لشبكة "سينيوز"، وقد بدا عليها التأثر، إنه "أمر قاس وصعب بالنسبة لي".
أضافت لوبان أنه إلى جانب "الطابع الشخصي" للمسألة، يبدو الأمر "سوء فهم سياسي لأنها (ماريون ماريشال) أشارت إلى أنها ستدعم من هو في وضع أفضل، وبلا شك أنا في وضع أفضل بكثير" في استطلاعات الرأي.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن لوبان المرشحة للمرة الثالثة للانتخابات الرئاسية ستتأهل للدورة الثانية من الاقتراع في مواجهة الرئيس إيمانويل ماكرون كما حدث في 2017.
كذلك تشير الاستطلاعات إلى تعادل لوبان مع مرشحة الجمهوريين فاليري بيكريس، بحصول كل منهما على 17% من نوايا التصويت، وتقدمهما على زمور (13%).
لفترة طويلة اعتُبرت ماريشال منافسة للوبان، لا سيما بعد انتخابها نائبة في 2012 عندما كانت تبلغ من العمر 22 عاماً فقط، وقد انسحبت من الحياة السياسية بعد الانتخابات الرئاسية في 2017، لكنها لا تزال تحظى بشعبية لدى ناخبي اليمين المتطرف، وأكدت في مقابلات عدة أنها "ستعود إلى السياسة".
بحسب الوكالة الفرنسية، فإنه من المعروف منذ فترة طويلة أن ماريشال قريبة عقائدياً من زمور، الكاثوليكي المحافظ، لكن الأكثر ليبرالية على الصعيد الاقتصادي من لوبان، وأكثر تشدداً منها في قضايا الهوية والهجرة والمجتمع.
لكن وقوفها المحتمل في صفه سيشكل ضربة قاسية للوبان، التي شهدت في الأيام الأخيرة مغادرة مقربين سابقين لحزبها "التجمع الوطني"، وانضمامهم إلى حزب زمور، ومن بينهم المحامي والنائب الأوروبي جيلبير كولار، وزميله في البرلمان الأوروبي جيروم ريفيير.
يأتي ذلك، بينما تهز خلافات باستمرار أسرة لوبان التي تهيمن على اليمين المتطرف في فرنسا منذ ثمانينات القرن الماضي، وخصوصاً بين الأب جان ماري لوبان وابنته مارين، التي خلفته على رأس حزب الجبهة الوطنية في 2011.
أصبح الحزب منذ ذلك الحين يسمى "التجمع الوطني"، وطرد منه جان ماري لوبان في 2015، بعدما أدلى بتعليقات جديدة مثيرة للجدل حول محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية.
جان لوبان وهو مظلي سابق ومحارب قديم في الحرب الجزائرية وكان أصغر عضو في الجمعية الوطنية في 1946، ويبلغ الآن 93 عاماً.
لوبان كتب في تغريدة على تويتر أنه يريد "التحدث في الأيام المقبلة مع مارين لوبان وماريون ماريشال" قبل أن يحدد موقفه.