“موسكو تلعب دوراً سلبياً من أجل مصلحتها”.. غضب إيراني من هيمنة روسيا على مفاوضات فيينا النووية

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/28 الساعة 16:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/28 الساعة 17:53 بتوقيت غرينتش
مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا وقائد فريق التفاوض الروسي في المحادثات النووية الإيرانية ميخائيل أوليانوف/ رويترز

قال موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره الجمعة 28 يناير/كانون الثاني 2022، إن هناك غضباً إيرانياً مما وصفه بالهيمنة الروسية على إدارة المحادثات التي تستهدف إنعاش الاتفاق النووي المُبرم عام 2015 بين القوى الغربية وإيران.

إذ تنامت الحساسية الإيرانية مؤخراً تجاه الدور البارز لروسيا في مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي؛ فقد بات هناك اعتقاد سائد لدى كثير من الإيرانيين بأن مفاوض روسيا الرئيسي في المفاوضات قد استولى على دور المفاوض الإيراني في العاصمة النمساوية فيينا، وفق المصدر ذاته.

كانت الإشارة هنا إلى مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا وقائد فريق التفاوض الروسي في المحادثات النووية الإيرانية، ميخائيل أوليانوف، الذي بات معروفاً على نطاق واسع لدى الإيرانيين، لكنها شهرة بلا شعبية كبيرة بينهم.

ففي حين أن المفاوضين الإيرانيين قلَّما ينشرون روايات مفصلة عن الاجتماعات، فإن أوليانوف ينشط للحديث عنها على موقع "تويتر"، وينشر تحديثات عن مسار المحادثات. ولا يقتصر الأمر على ذلك، فهو دائم التفاعل مع الصحفيين، حتى إنه يرد على أسئلة الأشخاص العاديين بشأن المفاوضات على موقع التواصل الاجتماعي.

كان إليانوف قد نشر مؤخراً على موقع "تويتر"، صورةً له مع كبير المفاوضين النوويين الأمريكيين، روبرت مالي، دون أي مفاوضين إيرانيين أو أجانب.

تباين آراء الإيرانيين

في غضون ذلك، تباينت آراء الإيرانيين بشأن إدارة المحادثات، ففي حين يقول المسؤولون الإيرانيون إنهم يرفضون عقد اجتماعات مباشرة مع الوفد الأمريكي في فيينا لإهانة واشنطن، فإن أصواتاً إيرانية أخرى، لاسيما من يُعرفون بـ"الإصلاحيون"، يقولون إن طهران بذلك تسلِّم إدارة المحادثات إلى المبعوث الروسي.

من جهته، تساءل قربان علي صلواتيان، وهو مواطن إيراني يميل إلى التيار الإصلاحي، على "تويتر"، موجهاً خطابه إلى الحكومة والبرلمان: "لماذا لا تتفاوض إيران مع واشنطن مباشرة؟ هل ينبغي أن يستمر أوليانوف في التفاوض بدلاً منا؟".

الاتفاق النووي إسرائيل أمريكا إيران
مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي مع إيران- رويترز

بينما أجرى عطا الله حافظي، وهو ناشط إصلاحي إيراني، استبياناً ينطوي على نوع من الاستنكار على صفحته بموقع "تويتر"، يسأل فيه مُتابعيه: "من هو المفاوض الإيراني الرئيسي في رأيكم، هل هو الدبلوماسي الإيراني علي باقري كني أم أوليانوف؟"، لتأتي النتائج معبرة عن الاستهجان الإيراني، فقد قال أكثر من 90% من نحو 500 شخص شاركوا في الاستبيان، إن أوليانوف حلَّ محل باقري كني.

لكن علي بهادري جهرمي، المتحدث باسم حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ردَّ على هذه الانتقادات في 11 يناير/كانون الثاني، بالقول إن باقري كني هو "الممثل الرسمي الوحيد لإيران في المحادثات"، و"لا يوجد شخص أو دولة أخرى تمثل إيران".

من جهة أخرى، نقل موقع Middle East Eye عن دبلوماسي إيراني سابق، قوله إن روسيا تستغل التوترات القائمة بين طهران والولايات المتحدة.

إلا أن الدبلوماسي الإيراني المتقاعد أشار إلى أن "روسيا منافس لإيران في صادرات الغاز، وبحكم ذلك فإن حالة الجمود الاقتصادية الإيرانية قد تخدم مصالح موسكو. كما أن الكرملين من أبرز الداعمين لإسرائيل، وهذه نقطة يجب ألا تُغفل عند الحديث عن العلاقات الإيرانية-الروسية".

في حين دعا الدبلوماسي الإيراني حكومة بلاده إلى التخلي عن اعتمادها المستمر على روسيا والصين في إدارة علاقاتها الخارجية، مؤكداً أن "هذين البلدين حريصان على استمرار التوترات بين إيران والولايات المتحدة. أعتقد أن الروس يريدون أن تظل إيران أداة يستخدمونها في صراعهم مع الغرب".

نقاشات متصاعدة

يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتصاعد فيها النقاشات بشأن الدور الروسي بالمفاوضات النووية الإيرانية؛ ففي أبريل/نيسان 2021، سُرِّب تسجيل صوتي لوزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف، تحدث فيه ظريف عن دور سلبي لروسيا خلال المحادثات النووية لعام 2015، وقال إن روسيا فعلت كل ما في وسعها لتخريب المفاوضات ومنع التوصل إلى اتفاق.

إيران الاتفاق النووي فيينا
إيران زادت من تخصيب اليورانيوم بعد تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي – رويترز

منذ ذلك الحين، أصبح الإيرانيون، الذين كانوا بالفعل متشككين بشأن الدور الروسي، واثقين تمام الثقة بأن موسكو ليست محض حليف لهم كما يبدو، بل إنها تبحث دائماً عن طريقة للالتفاف على مطالب إيران لخدمة مصالحها، وقد كان هذا الشعور واضحاً خلال المحادثات الحالية لإحياء الصفقة.

في السياق ذاته، دعا منسق المحادثات النووية الإيرانية بفيينا، الجمعة 28 يناير/كانون الثاني 2022، إلى اتخاذ قرارات سياسيةٍ "الآن" مع عودة المفاوضين إلى بلادهم حتى الأسبوع المقبل.

إذ قال إنريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي، على "تويتر": "سيعود المشاركون إلى عواصم بلادهم للتشاور وتلقي التوجيهات.. القرارات السياسية مطلوبةٌ الآن. رحلة آمنة لجميع المشاركين".

تحميل المزيد