قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 27 يناير/كانون الثاني 2022، إنَّ خفر السواحل الأمريكي عثر على مهاجر قضى يومين وليلتين على متن مركب بعد انقلابه وغرق 39 مهاجراً لم يُعثر على جثامينهم حتى الآن.
في حين واصل أسطول خفر السواحل الأمريكي بحثه الأربعاء 26 يناير/كانون الثاني 2022، عن مزيد من المفقودين، بعد أن أدى سوء الأحوال الجوية إلى انقلاب المركب الذي كان يقلّهم، في أثناء إبحاره من جزر البهاما إلى الولايات المتحدة، وأعلن خفر السواحل عن عثوره على جثة واحدة فقط.
غرق مركب مهاجرين أمام شواطئ أمريكا
في معرض الحديث عن الموقف الحالي، قال الكابتن جو آن بورديان، قائد قطاع خفر السواحل في ميامي: "كلما طالت مدة بقائهم على المركب دون طعام، ودون مياه [عذبة]، وفي ظل البرودة الشديدة ليلاً والشمس نهاراً والبيئة البحرية الصعبة، يصبح الأمر أشد خطورة مع كل لحظة تمر، وتضعف الاحتمالات بأن ينجو أي شخص آخر".
في السياق ذاته استعان خفر السواحل في عمليات البحث عن المفقودين بثلاث مركبات مائية وقارب طوارئ وطائرة هليكوبتر وأربع طائرات للدعم الجوي، منها طائرة من طراز "لوكهيد سي 130 هركليز"، إلى جانب طاقم جوي من البحرية الأمريكية.
كذلك، قال بودريان إن عملية البحث استوعبت منطقة تبلغ مساحتها أكثر من 13890 كيلومتراً مربعاً، ورصدت الموقع الذي تحطم فيه المركب، لكنها لم تعثر إلا على جثة واحدة. وأشار إلى أن عاملاً بأحد زوارق القَطر التجارية عثر على الناجي، الذي كان يعاني الجفاف وآثار التعرض الطويل للشمس، صباح الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني، جالساً على ظهر المركب الذي يبلغ طوله 7.5 متر، وقد كان المركب مغموراً إلى نصفه تقريباً بالماء. وقال الناجي إنه انطلق مع المركب من جزيرة بيميني الواقعة أقصى غربي جزر البهاما في وقت متأخر من يوم السبت 22 يناير/كانون الثاني 2022، متجهاً إلى فلوريدا.
تحذير للقوارب الصغيرة
في ذلك الوقت، كانت خدمة الأرصاد الجوية الأمريكية قد أصدرت تحذيراً ساري المفعول، أنذرت فيه القوارب الصغيرة من رياح عنيفة، وأمواج يصل ارتفاعها إلى 2.7 متر، وعواصف مصحوبة بأمطار غزيرة، وبرودة شديدة في الأجواء.
من جانب آخر، قال خفر السواحل إن الحادث نتج عما يشتبه في كونه محاولة لتهريب أشخاص من جزر البهاما إلى السواحل الأمريكية. ولم يتمكن خفر السواحل حتى الآن من معرفة جنسيات الركاب وموقع بداية الرحلة، إلا أنه من المعروف لدى السلطات المحلية أن جزيرة بيميني قليلة السكان، نقطة عبور أساسية للمهاجرين من هايتي وكوبا.
كذلك وفي حين ينصب التركيز السياسي الأمريكي غالباً على موضوع الهجرة على الحدود الجنوبية الأمريكية مع المكسيك، فإن الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في هايتي وكوبا دفعت، لعقود من الزمن، عشرات الآلاف من المهاجرين إلى البحار؛ في محاولة للوصول إلى سواحل فلوريدا.
بيع المنازل للهجرة
في السياق، فان كثيرين يبيعون منازلهم وممتلكاتهم؛ لدفع الأموال لعصابات لا يمنعها أي وازع أخلاقي عن الاستعانة بمراكب ذات حمولات زائدة وغير صالحة للإبحار وسيئة التجهيز، ومن ثم المخاطرة بحياة الأشخاص على متنها.
جدير بالذكر أنه قد عُثر على الناجي الوحيد وهو يرتدي ملابسه بالكامل ويرقد على بدن القارب في أثناء انجرافه، على مسافة 72 كيلومتراً شرق منطقة فورت بيرس إنليت بسواحل ولاية فلوريدا. وقد نقله خفر السواحل إلى الشاطئ ثم إلى المستشفى.
فيما استقرت حالة الناجي الصحية ومن المرجح أن يبقى في أحد مراكز الاحتجاز، حتى ترحيله. ولم تُفصح السلطات عن أي معلومات حول هويته أو هوية المُنقذ، وما إذا كان مهرّباً أم راكباً.