أعلنت قوات "سوريا الديمقراطية" الكردية، الأربعاء 26 يناير/كانون الثاني 2022، استعادتها السيطرة بشكل كامل على سجن الصناعة بالحسكة شمال شرق سوريا، منهية بذلك هجوماً شنه عليه تنظيم داعش، هو "الأكبر والأعنف" له منذ ثلاث سنوات.
المتحدث باسم"قوات سوريا الديمقراطية" فرهاد الشامي كشف في تغريدة على موقع تويتر أن القوات التي يقودها الأكراد استعادت السيطرة الكاملة على سجن الصناعة في الحسكة، وأضاف أن قواته اشتبكت مع مسلحي تنظيم الدولة في محيط السجن وداخله، وأكد أن جميع مقاتلي التنظيم استسلموا.
وكان أكثر من مئة من مقاتلي التنظيم الموجودين داخل سجن "الصناعة" وخارجه قد شاركوا في هجوم منسّق بدأ منذ مساء الخميس، 20 يناير/كانون الثاني 2022، على المرفق الذي تشرف عليه الإدارة الذاتية الكردية في مدينة الحسكة، في عملية تعدّ "الأكبر والأعنف" منذ إعلان القضاء على التنظيم في سوريا قبل ثلاث سنوات.
وكشف مسؤولون أن 200 على الأقل من نزلاء السجن و30 من أفراد قوات الأمن قتلوا منذ هاجم مسلحو تنظيم داعش السجن في مسعى لإطلاق سراح عناصر من التنظيم.
ويشار إلى أن قوات "سوريا الديمقراطية" وبدعم من التحالف الدولي، تعمل بقيادة واشنطن على استعادة السيطرة الكاملة على المنطقة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كما يُعد سجن الصناعة في حي غويران من بين أكبر مراكز الاعتقال التي تشرف عليها الإدارة الذاتية، وكان يضمّ قرابة 3500 مقاتل من التنظيم، بينهم نحو 700 فتى، غالبيتهم ممن تمّ القبض عليهم خلال آخر المعارك التي خاضتها قوات "سوريا الديمقراطية" ضد التنظيم قبل دحر "دولة الخلافة" عام 2019.
فيما جددت حادثة السجن مطالب "الإدارة الذاتية الكردية" للمجتمع الدولي بالتدخل سريعاً، لتقديم الدعم من أجل الحؤول دون إعادة تنظيم الجهاديين لصفوفهم، وقال مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية" عبد الكريم عمر: "هذه القضية مشكلة دولية وليس بإمكاننا مواجهتها وحدنا".
وينظر إلى هذا الهجوم على أنه "الأكبر والأعنف" منذ إعلان القضاء على التنظيم في سوريا قبل ثلاث سنوات. وأوقعت الاشتباكات داخل السجن وفي محيطه 181 قتيلاً، وفق آخر حصيلة للمرصد، 124 منهم من عناصر التنظيم و50 من القوات الكردية، إضافة الى سبعة مدنيين، بحسب المرصد.
وأشار المرصد إلى أن الهجوم أدى إلى فرار عدد لم يتسن تحديده بوضوح بعد من عناصر التنظيم الذين كانوا معتقلين.