زلزال إقصاء المنتخب الجزائري من الدور الأول لكأس أمم إفريقيا في الكاميرون تلته هزات ارتدادية، أقواها إنهاء مهام أمين لعبدي من منصبه كمدير للمنتخب الجزائري.
مصادر "عربي بوست" كشفت أن لعبدي خُير بين الإقالة أو الاستقالة، من جهات عليا في الدولة الجزائرية تتجاوز إتحاد الكرة، وفي النهاية استسلم الرجل للأمر الواقع، وقدم استقالته.
وأضافت مصادر الموقع أنه من المنتظر تعيين مدير جديد للمنتخب، عكس ما تقوله بعض الأخبار والشائعات التي تتحدث عن تنصيب عماد محمديوة مسؤول التشريفات في الاتحاد الكروي في هذا المنصب.
وفي تصريح هاتفي لـ"عربي بوست"، أكد عماد محمديوة أنه لم يعين رسمياً كمدير للمنتخب، وقال: "كل الأخبار التي تتحدث عن تعييني في منصب المدير لا أساس لها من الصحة، لا يوجد أي شيء رسمي حتى الآن".
أسباب الإقالة
بالعودة إلى إنهاء مهام لعبدي، قالت مصادر "عربي بوست" إن القرار اتخذ لعدة أسباب، أبرزها عدم تحكمه في الفوضى التي أحاطت بظروف إقامة المنتخب الجزائري في مدينة "دوالا" الكاميرونية من دخول غرباء إلى الفندق، وتشتيتهم لتركيز اللاعبين.
ومن أسباب إقالة لعبدي، تقول مصادر "عربي بوست" إن ذلك راجع إلى إدلائه بتصريحات غير مسؤولة، واحتجاجه على تعيين أحد الحكام قبل لقاء ساحل العاج المصيري، في حين أن الحكم لم يعين تماماً، وذلك في تداخل واضح للصلاحيات بينه وبين مسؤولي الإتحاد الكروي.
جاء قرار إنهاء مهام أمين لعبدي ودفعه نحو الاستقالة، حسب مصادر "عربي بوست"، بعد اجتماع شرف الدين عمارة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم مع جمال بلماضي مدرب "الخضر" في العاصمة الفرنسية باريس.
ووفقاً لذات المصادر، فإن بلماضي لم يعارض التخلص من لعبدي، ليتخذ بعدها القرار الحاسم من طرف عمارة بدفع المدير السابق نحو الاستقالة.
ونشر الاتحاد الجزائري بياناً، يوم الإثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022، كشف فيه عن اجتماع عمارة مع بلماضي، ولم يشر فيه إلى إنهاء مهام لعبدي.
وجاء نص البيان كالتالي: "بعد الاجتماع الذي عقده مع الناخب الوطني من أجل تقييم المشاركة في بطولة كأس أمم إفريقيا 2021 بالكاميرون، وكذلك من أجل التحضير والتخطيط للاستحقاقات المقبلة، لاسيما المباراة المزدوجة المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، عقد رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم السيد شرف الدين عمارة، يوم الاثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022 اجتماعاً مع أعضاء أطقم المنتخب الوطني بمقر "الفاف" بدالي إبراهيم بالعاصمة".
أَضاف بيان اتحاد الكرة الجزائري: "خلال هذا اللقاء دعا رئيس "الفاف" الجميع إلى توحيد الجهود والعمل على تبيان نفس الذهنيات التي سادت منتخبنا خلال السنوات الماضية، والتي مكنت منتخبنا الأول والمحلي من الوصول إلى القمة على الصعيدين القاري والعربي، مع تسجيل سلسلة تاريخية من دون هزيمة".
في الختام، قال بيان الاتحاد: "الرئيس شرف الدين عمارة حث الجميع على تقوية الروابط وعدم الانصياع ولا الإنصات إلى الهجمات الغادرة من بعض الأطراف التي تريد إلحاق الضرر باستقرار المنتخب الوطني والتنازل عن طموحاته، مستغلة خروجه المبكر من "كان" الكاميرون.
شرط قبل الرحيل
لم يكن رحيل أمين لعبدي كمدير للمنتخب سلساً، بل إنه وضع شرطاً للتنحي من منصبه.
وكشفت مصادر "عربي بوست" أن لعبدي كان يمتلك عقداً حتى شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، واشترط الحصول على سبعة رواتب كاملة مقابل تقديم استقالته.
وحسب ذات المصدر، فإن المدير السابق للمنتخب الجزائري كان ينال راتباً شهرياً يساوي 75 مليون سنتيم جزائري، وفي المجموع طلب الحصول على 525 مليون سنتيم جزائري لترك منصبه.
"أمين لعبدي أثار مشاكل وزوبعة في المنتخب الجزائري، وقرار إنهاء مهامه كان في محله، وجاء في الوقت المناسب خدمة لمصلحة المنتخب والكرة الجزائرية"، هكذا يستهل يوسف مومن، صحفي جزائري في قنوات "الكأس" القطرية حديثه عن رحيل لعبدي من منصبه كمدير للمنتخب الجزائري.
ويضيف الصحفي يوسف مومن بشأن التأثير الإيجابي الذي سيخلفه إنهاء مهام لعبدي على "الخضر": "أي قرار يخدم مصلحة المنتخب الجزائري نحن معه، وتنظيف محيط المنتخب ضروري، لأنه مقبل خوض على استحقاقات مهمة، وفي مقدمتها الدور الحاسم المؤهل إلى كأس العالم بعد شهرين من الآن".
إقالات أخرى قادمة
وعلم "عربي بوست" من مصادره الخاصة أن مسلسل الإقالات لن يتوقف عند إنهاء مهام أمين لعبدي، وبأن الاجتماع القادم للاتحاد الجزائري لكرة القدم والمنتظر أن يعقد يوم الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022 سوف يشهد قطف المزيد من الرؤوس سواء داخل الاتحاد أو المنتخب نفسه.
ذات المصادر، أوضحت أن شرف الدين عمارة، رئيس الاتحاد الكروي يتجه للتخلص من 5 أعضاء يعملون في هيئته وفي المنتخب الجزائري، لتنظيف وتنقية محيط "محاربو الصحراء"، وتوفير ظروف النجاح لهم قبل مواجهة الكاميرون شهر مارس/آذار القادم في الدور الحاسم المؤهل إلى كأس العالم قطر 2022.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”