اضطر الآلاف من الأشخاص في مدينة إسطنبول التركية إلى المبيت في الشوارع والطرقات بسبب العاصفة الثلجية التي ضربت المدينة، وتسببت في إغلاق جميع الطرق الرئيسية في المدينة التركية الشهيرة، وأعادتها بحسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى زمن التسعينيات.
خلال فترة التسعينيات كانت إسطنبول تعيش في ظل سحابة تلوث سوداء تغطي سماءها، وكانت المواصلات في ذلك الوقت مقتصرة على الأتوبيسات القديمة المتهالكة؛ إضافة لخط مترو واحد فقط، ولم يكن المتروبوس ولا خطوط الترام قد تم افتتاحها في ذلك الوقت، وكان الناس يضطرون للسير مسافات طويلة للحصول على وسيلة المواصلات، وهو أمر مشابهة لما حدث ليلة أمس.
ومع انقطاع السبل أمام آلاف الأشخاص في الشوارع للعودة إلى منازلهم؛ تداعى العديد من المقيمين العرب في إسطنبول إلى فتح منازلهم؛ أمام أبناء الجالية العربية.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الدعوات للعالقين بالتوجه إلى منازل العرب في المناطق القريبة التي ضربتها العاصفة الثلجية للمبيت لديهم.
بين المساجد والمولات
من جانبه أعلن والي إسطنبول علي يارلي كايا فتح مساجد المدينة إضافة إلى العديد من النزل أمام العالقين في الشوارع للمبيت فيها؛ بعد توفير سبل الإعاشة اللازمة للقادمين.
وكشف كايا عبر حسابه على موقع تويتر أن سلطات المدينة قررت فتح 71 مسجداً أمام العالقين للمبيت فيها؛ إضافة إلى فتح أكثر من 3 آلاف نزل أمام المواطنين المتضررين من تداعيات العاصفة الثلجية.
وأضاف والي إسطنبول أنه تم تكليف قوات الدرك في إسطنبول بنقل العالقين إلى المساجد والنزل المفتوحة والأماكن الأخرى التي خصصتها السلطات لإيواء العالقين في شوارع المدينة.
في السياق أعلن أحد أشهر المراكز التجارية في مدينة إسطنبول فتح أبوابه أمام العالقين في الشوارع والطرقات بسبب العاصفة الثلجية للمبيت فيه؛ إضافة لفتح موقف سيارات المركز التجاري أمام سيارات المواطنين العالقين.
وأمضى نحو 3 آلاف شخص ليلتهم الماضية داخل المركز التجاري وقدمت سلطات الهلال الأحمر التركي خدمات الإعاشة للعالقين داخل المركز التجاري، فيما أمضت نحو 90 عائلة ليلتهم داخل موقف السيارات الخاص بالمول والذي امتلأ بسيارات المواطنين.
تركوا سياراتهم
في المقابل اختار عدد كبير من المواطنين والمقيمين في المدينة ترك سياراتهم في الشوارع والعودة إلى منازلهم سيراً على الأقدام؛ بعد أن امتلأت جميع مواقف السيارات في إسطنبول وأعلنت غلق أبوابها أمام أي سيارات أخرى.
من جانبه طالب والي إسطنبول علي يارلي كايا المواطنين الذين تركوا سياراتهم في الشوارع بضرورة سحبها إلى أماكن أخرى؛ حتى يتسنى للسلطات فتح الطرقات التي أغلقت بالكامل بسبب العاصفة الثلجية، وتسببت في تكدس سيارات المواطنين على الطرق الرئيسية والفرعية بالمدينة.
فنان تركي يعلق 21 ساعة على الطريق
كشف الفنان التركي الشهير شفق سيزار عن أنه لم يستطع العودة إلى منزله على مدار 21 ساعة بسبب العاصفة الثلجية التي أجبرته على البقاء في سيارته لمدة 6 ساعات في منطقة باشاك شاهير؛ التي كانت من أكثر الأماكن تضرراً بسبب تساقط ثلوج.
وكشف الفنان الشهير في مقطع مصور نشره عبر حسابه على تويتر؛ أنه لم يستطيع الحركة بسيارته التي ظل جالساً فيها طوال هذه الساعات بدون أي عون ولا مساعدة من قبل أي شخص.
واستعرض سيزار في مقطعه كمية السيارات المحتشدة على الطرق الرئيسية إضافة لآلاف العالقين بينهم نساء وأطفال ومرضى لا يستطيعون العودة إلى منازلهم بسبب العاصفة الثلجية التي ضربت المدينة.
آلاف المسافرين يفترشون المطار
وبينما امتلأت شوارع إسطنبول ومساجدها وفنادقها بآلاف العالقين؛ كان مطار إسطنبول غربي المدينة هو الآخر على موعد مع آلاف المسافرين الذين افترشوا أرض صالات المطار، وقضوا فيها ليلتهم؛ بسبب العاصفة الثلجية التي تسببت في إلغاء من العديد الرحلات الجوية، واختفت تحت أكوام الثلوج المتراكمة الطائرات على مدرج المطار.
وبسبب هذه العاصفة كشفت وسائل إعلام تركية عن قيام العديد من فنادق المدينة برفع أسعار المبيت فيها وتجاوزت سعر الليلة الواحدة 1000 ليرة تركية دفعها أولئك الذين لم يجدوا مكاناً يبيتون فيه؛ خاصة في منطقة أرناؤوط كوي غربي المدينة والتي كانت الأكثر تضرراً من العاصفة الثلجية التي ضربت المدينة ولا تزال.