قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني 2022، إن الحكومة الليتوانية تخطط لطرح مبنى كان مقراً سرياً لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية للبيع بالمزاد قريباً.
حيث أعلن صندوق العقارات الحكومي في البلاد، الذي يشرف على الممتلكات التي لم تعد الدولة بحاجة إليها، يوم الإثنين 24 يناير/كانون الثاني، أنه يستعد لبيع هذا "الموقع الأسود" السابق سيئ السمعة، المعروف باسم المشروع رقم 2 أو موقع الاحتجاز البنفسجي Detention Site Violet، بسعر غير معروف حتى الآن.
هذا المقر، الذي يقع على أطراف العاصمة الليتوانية فيلنيوس، كان يُستخدم في تعذيب المتهمين بالإرهاب بتعريضهم للحبس الانفرادي، والضوء الدائم، والأصوات الصاخبة، وعبر أساليب مختلفة.
غرف "الموقع الأسود"
فيما يتكون المبنى من 10 غرف، وكان جزءاً من برنامج واشنطن السري "عمليات التسليم الاستثنائية"- الذي في إطاره كان يُلقى القبض على مسلحين إسلاميين مشتبه بهم من حربيّ أفغانستان والعراق ويُحتجَزون في سجون خارج الولايات المتحدة- كان مركز اعتقال عامي 2005 و2006.
من جهته، قال أرفيدس أنوساوكس، الذي أشرف على تحقيق فتحه برلمان ليتوانيا عن الموقع عام 2010، لوكالة رويترز، إن غرف المبنى الخالية من النوافذ والعازلة للصوت "تسمح لأي شخص بأن يفعل ما يشاء. ولا نعرف ما كان يحدث هنا بالضبط".
بدوره، أشار موظف في صندوق العقارات متحدثاً عن المنشأة، إلى أنهم لا يضغطون أي أزرار، "حتى لا يعمل أي شيء بالصدفة".
أهم معالم ليتوانيا السياحية
يُشار إلى أن أهم معالم ليتوانيا السياحية سجن روسي سابق يخص جهاز المخابرات السوفييتي في وسط فيلنيوس، وأعدم فيه 767 شخصاً خلال انتفاضة على الاتحاد السوفييتي في أربعينيات القرن الماضي وتعرض الآلاف للتعذيب، ولكن لا نية لتحويل منشأة المخابرات الأمريكية السابقة، التي تحوي مولد طاقة وإمدادات مياه خاصة بها إلى متحف.
كانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد استمعت عام 2018 إلى إفادة بأن السجناء في هذا المكان، الذي حولته المخابرات الليتوانية إلى منشأة تدريب من عام 2007 إلى عام 2018، كانت تُحلق شعورهم وتُعصب أعينهم أو تغطى رؤوسهم وتقيد أرجلهم لدى وصولهم إليه.
كما أشار ملخص لتقرير مجلس الشيوخ الأمريكي عن برنامج التعذيب الخاص بجهاز المخابرات الأمريكي صدر عام 2014 إلى أنه حجب هوية الدولة التي يقع فيها المبنى.
بحسب هذا التقرير، كان أفراد وكالة المخابرات الأمريكية المركزية يعانون "إعياءً جراء تفاعلهم مع هذا البرنامج" بعد فتح "الموقع الأسود"، وذلك في إشارة إلى الصدمة النفسية التي قاساها عملاء الوكالة نتيجة المشاركة في التعذيب.
بينما أثار إنشاء هذا الموقع توترات بين مكونات إدارة جورج بوش، حيث أبدى السفير الأمريكي في ليتوانيا استياءه من الامتناع عن إبلاغ وزارة الخارجية بأمر المنشأة وإخفاء أمرها عنها.
يذكر أن المعتقلين الذين أُرسلوا لهناك كانوا قد تعرضوا بالفعل لكثير من "الاستجواب المطور"- وهو التعبير الملطف الذي تستخدمه وكالة المخابرات المركزية للإشارة إلى التعذيب- لدرجة أن كثيرين منهم قد "اُستنزفوا تقريباً من المعلومات الاستخبارية المهمة"، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.