حذّر نشطاء من المحنة التي يتعرض لها مئات الأطفال المحاصرين حالياً في سجن الصناعة بغويران في الحسكة شمال شرقي سوريا، والذي صار بؤرة صراعات تدور بين مقاتلي تنظيم "داعش" والقوات التي يقودها الأكراد، وذلك حسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الإثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022.
فقد اجتاح القتال في البداية السجن الذي يقع بمدينة الحسكة السورية وتديره قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عندما فجّر مقاتلو التنظيم سيارتين مفخختين، في إطار محاولة اقتحام السجن.
الأطفال كدروع بشرية!
منظمة "أنقِذوا الأطفال" البريطانية قالت الإثنين 24 يناير/كانون الثاني،إن لديها أدلة على وقوع وفيات وخسائر بين الأطفال داخل السجن.
كما أوضحت المنظمة أنها تلقت شهادات صوتية تفيد بذلك، من ضمنها تسجيل لصبي يبكي. وبحسب موقع Middle East Eye، ينحدر القُصّر المحتجزون في السجن من أكثر من 10 بلاد أجنبية، وبعضهم محتجز في السجن لما يصل إلى 3 سنوات.
في الأسبوع الماضي، ادعت قوات سوريا الديمقراطية أن تنظيم داعش كان يستخدم الأطفال دروعاً بشرية.
متحدث باسم مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع المدنية لقوات "قسد"، صرح خلال حديثه مع موقع Middle East Eye، بأن القتال كان دائراً وطالب بمساعدة منظمات المعونة الدولية.
من جانبه، أكد أمجد عثمان، المتحدث باسم مجلس سوريا الديمقراطية، أن "أطفال داعش في سجن الحسكة، لكنهم الآن آمنون، الموقف خطير للغاية، ثمة تطور في صالح قوات سوريا الديمقراطية، لكن المعركة تستمر داخل وخارج السجن".
كما أضاف أنه يخشى من أن تسوء الأزمة الإنسانية.
لكن المتحدث الرسمي لـ"قسد"، آرام حنا، قال في حديثه مع الموقع، إنه برغم سيطرة قواتهم "تماماً على الموقف"، فإن مقاتلي داعش لا يزالون "يستخدمون الأطفال دروعاً".
مطالبات بعودتهم إلى الوطن
ولطالما طلبت قوات سوريا الديمقراطية والجماعات الحقوقية من البلاد الأجنبية أن يعود إلى أوطانهم هؤلاء الأطفال المحاصرون داخل سوريا الآن، ممن هم من أبناء أعضاء داعش.
لكن كثيراً من بلادهم الأم تمانع استقبال مواطنيها؛ خوفاً من حدوث انتكاسة داخلية لديها واحتمالية بروز الخلايا النائمة.
وكان هذا الاعتداء الذي شنه التنظيم ضد السجن، هو الأكبر في البلاد منذ هزيمته في 2017، وهو ما يثير مخاوف من عودة التنظيم مرة أخرى.
من جهتها، قالت المديرة الإقليمية للإعلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة اليونيسف، جولييت توما، إن الأطفال يحتاجون إلى إطلاق سراحهم من الظروف غير القانونية المحفوفة بالمخاطر.
كذلك، أوضحت في حديثها مع موقع Middle East Eye: "إضافة إلى ذلك، يحتاجون إلى إعادة تأهيل، فكثير من هؤلاء الأطفال واجهوا فظائع وصدمات، وإنهم في حالة من الصدمة ومن ثم يحتاجون إلى إعادة تأهيل نفسي ويحتاجون في النهاية إلى لمّ شملهم مع عائلاتهم".
قبل أن تضيف في المناسبة نفسها قائلة: "وإذا كانوا أطفالاً ينتمون إلى بلاد أجنبية أو أطفالاً مولودين لحاملي جنسيات أجنبية، فإنهم في حاجة إلى العودة إلى أوطانهم، مما يعني أنهم في حاجة إلى إرسالهم إلى بلادهم الأصلية وإعادة دمجهم، في نهاية المطاف، مع مجتمعاتهم المحلية".