أعلن رئيس مجلس إدارة شركة برامج التجسس الإسرائيلية "إن إس أو" الإسرائيلية، المنتجة لـ"بيغاسوس"، الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني 2022، استقالته من منصبه، وذلك بعد أسبوع من تقرير قال إن الشرطة استخدمت البرنامج سيئ الصيت للتجسس على مواطنين.
فيما قال "آشر ليفي" إنه استقال من منصبه، موضحاً، في بيان: "لا علاقة بين إنهاء مهام منصبي والتقارير الأخيرة المرتبطة بالشركة"، حسب موقع "واللا" العبري.
حيث نفى "ليفي" وجود ارتباط بين استقالته وبين الدعاوى القضائية أو التغطية الإعلامية للغضب الدولي الذي ثار بشأن "بيغاسوس"، على حد قوله.
"ليفي" ادعى أنه ترك منصبه في نهاية عام 2021 تماشياً مع خطط وُضعت قبل سلسلة من الانتكاسات التي تعرضت لها الشركة.
و"إن إس أو"، هي شركة إسرائيلية خاصة مقرها في مدينة "هرتسيليا" (وسط)، تأسست عام 2010، وتعمل على تطوير برامج للحرب الإلكترونية والتجسس الرقمي، وتصديرها إلى عدد من البلدان.
ملاحقة الإسرائيليين
كان موقع "كالكاليست" الإسرائيلي قد كشف، الثلاثاء، أن الشرطة الإسرائيلية استخدمت برنامج "بيغاسوس" لملاحقة مواطنين إسرائيليين، مشتبه بهم في قضايا جنائية، دون أوامر قضائية.
الموقع ذاته أكد أن الشرطة استخدمت البرنامج لاختراق هواتف قادة الاحتجاج ضد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، الذين كانوا يتظاهرون أمام مقر إقامته في شارع بلفور بالقدس الشرقية.
كما استخدم "بيغاسوس"، بحسب التقرير للتجسس على رؤساء مدن وموظفين حكوميين وغيرهم.
لكنّ الشرطة الإسرائيلية، سارعت إلى نفي الاتهامات، وقالت، في بيان، إن "جميع أنشطتها في هذا المجال تتم وفق القانون على أساس أوامر قضائية، تصدرها المحاكم، وتعليمات داخلية صارمة حول كيفية عمل الشرطة".
ضجة واسعة في إسرائيل
تلك القضية أثارت ضجة واسعة في إسرائيل، وطالب أعضاء في الكنيست (البرلمان)، بإقالة القائد العام للشرطة "يعقوف شفتاي"، بحسب موقع "واللا".
من جهته، أعلن المستشار القضائي للحكومة "أفيخاي مندلبليت"، تشكيل فريق للتحقيق في القضية برئاسة نائبه "عاميت ماراري".
كذلك أعلن مراقب الدولة ماتنياهو إنغلمان، هذا الأسبوع أنه بدأ تحقيقاً في استخدام الشرطة الوسائل التكنولوجية لأغراض إنفاذ القانون.
فيما وجه وزير الأمن الداخلي "عومر بارليف"، الإثنين، موظفي مكتبه، بإعادة النظر في قوانين التنصت على المكالمات الهاتفية وقانون التفتيش، معتبراً أن الإجراءات القانونية الحالية المتعلقة بتلك المسألة "قديمة".
جدير بالذكر أن "ليفي" تولى منصب رئيس مجلس الإدارة في أبريل/نيسان 2020 كمعين من شركة الأسهم الخاصة نوفالبينا كابيتال التي مقرها بريطانيا، والتي اشترت (إن.إس.أو) في عام 2019. وتولت مجموعة بيركلي للأبحاث إدارة نوفالبينا وبشكل فعلي (إن.إس.أو) في يوليو/تموز 2021.
اختراق الهواتف النقالة
يشار إلى أن برنامج "بيغاسوس" يعمل على أساس اختراق الهواتف النقالة، من خلال رسائل خبيثة.
بينما تسبب برنامج التجسس الإسرائيلي بفضائح عالمية، الصيف الماضي، بعد اكتشاف استخدامه للتجسس على سياسيين وصحفيين وناشطين.
على إثر ذلك، أدرجت وزارة التجارة الأمريكية (إن.إس.أو) على القائمة السوداء في نوفمبر/تشرين الثاني في ضربة كبيرة لآفاق التصدير للشركة، مؤكدة أنها باعت برامج تجسس لحكومات أجنبية استخدمتها فيما بعد لاستهداف مسؤولين حكوميين وصحفيين وغيرهم.
بخلاف ذلك، أقامت أيضاً شركة آبل دعوى قضائية ضد (إن.إس.أو) قائلة إنها انتهكت قوانين الولايات المتحدة من خلال اختراق البرنامج الإلكتروني المثبت في أجهزة آيفون.
أيضاً واجهت الشركة ذاتها إجراءات قانونية أو انتقادات من مايكروسوفت وميتا بلاتفورمز، الشركة الأم لفيسبوك، ومن ألفابيت المالكة لجوجول ومن شركة سيسكو سيستمز.