“زلزال سياسي” مرتقب في لبنان.. رويترز: توقعات بإعلان الحريري وتياره مقاطعة الانتخابات البرلمانية

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/24 الساعة 11:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/24 الساعة 11:22 بتوقيت غرينتش
سعد الحريري/رويترز

من المتوقع أن يعلن السياسي اللبناني السُّني البارز سعد الحريري، الإثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022، أنه لن يخوض الانتخابات البرلمانية في مايو/أيار المقبل، وأن حزبه قد يقاطع الانتخابات، حسبما قال أعضاء في تياره، فيما قد يصبح زلزالاً سياسياً في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار مالي، حسب ما ذكرته وكالة رويترز.

شغل سعد الحريري منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات منذ أن ورث العباءة السياسية لوالده رفيق الحريري بعد اغتياله عام 2005. لكن رغم أنه لا يزال يُعد السياسي السني صاحب أكبر قاعدة شعبية في طائفته فقد تضاءلت حظوظه السياسية في السنوات الأخيرة مع إضعاف موقعه بسبب فقدان الدعم السعودي.

توقعات بإعلان الحريري انسحابه

لدى وصوله إلى لبنان، الخميس 20 يناير/كانون الثاني، عقد سعد الحريري سلسلة اجتماعات مع أعضاء في تيار المستقبل وكبار السياسيين اللبنانيين، ومن المقرر أن يعلن موقفه الإثنين في الساعة الرابعة من بعد الظهر (14:00 بتوقيت جرينتش).

يأتي إعلان سعد الحريري المرتقب في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من أزمة مالية وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أشد الأزمات التي سجلها العالم الإطلاق. وفشلت النخبة الطائفية في اتخاذ خطوات لمعالجة الأزمة حتى مع سقوط غالبية السكان في براثن الفقر.

إذ قال النائب عن تيار المستقبل محمد الحجار لرويترز الأحد: "أتوقع أن الحريري سيعلن غداً عدم مشاركته في الانتخابات المقبلة. أغلب الظن أن الرئيس الحريري لن يشارك وتيار المستقبل أيضاً لن يشارك، ولكن فيصل الكلام ما سيقوله الرئيس سعد الحريري غداً عند الساعة 4. وإذا كان هذا هو القرار فالخروج يكون من البرلمان والسلطة وليس من الحياة السياسية".

يحكم لبنان نظام طائفي لتقاسم السلطة وتوزع المناصب على 18 طائفة معترفاً بها رسمياً ويتولى منصب رئيس الوزراء سياسي سُني.

سخط زعيم تيار المستقبل

لم يصرح الحريري علانية بعد بأي أسباب للمقاطعة المحتملة، على الرغم من أن مصادر سياسية تقول إنه أعرب عن سخطه مما وصفه بأنه إعاقة لجهوده السابقة للحكم.

إذ قال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش لرويترز إنه "أصبح من المعروف الآن.. أنه لن يرشح نفسه" في الانتخابات البرلمانية. وقال: "ومع ذلك، لا يزال الباقي قيد المناقشة حتى الآن".

فازت جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وحلفائها بالأغلبية في انتخابات 2018 ويأمل خصومها في تغيير هذا الوضع في التصويت المقرر إجراؤه في مايو/أيار. وتقول الدول الغربية إن الانتخابات يجب أن تتم في موعدها.

بينما يقول بعض المحللين إن مقاطعة أكبر حركة سنية في لبنان، والتي من شأنها أن تفضي إلى حالة من الفوضى في المشهد السياسي السني، قد تؤدي إلى دعوات للتأجيل.

نبيل بومنصف، نائب رئيس تحرير جريدة النهار، قال: "أتوقع سماع أصوات تطالب بتأجيل الانتخابات لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها ستؤجل".

بينما قال مهند حاج علي، من مركز كارنيجي للشرق الأوسط، إن مقاطعة الحريري "تسحب البساط من العملية برمتها، وستزيد من التكهنات بأن ذلك قد لا يحدث".

مواجهات أزعجت سعد الحريري

انتهت الفترة الأخيرة التي قضاها الحريري كرئيس للوزراء في عام 2019 عندما استقال رداً على احتجاجات حاشدة تستهدف النخبة الحاكمة. وتبادل اللوم مع زعماء آخرين بشأن عوائق الإصلاحات التي كان من الممكن أن يتجنب لبنان بها الأزمة الاقتصادية.

بينما تميزت السنوات الأولى من حياة سعد الحريري بالمواجهة مع حزب الله وحلفائه. لكن في السنوات اللاحقة اتهمه منتقدوه بالمساومة مع الجماعة.

فيما تراجعت علاقاته مع المملكة العربية السعودية، الخصم الإقليمي الرئيسي لإيران، في عام 2017 عندما تم احتجازه أثناء زيارته للمملكة وأجبر على إعلان استقالته من منصب رئيس الوزراء، وهي حادثة تم تداولها على نطاق واسع على الرغم من نفيها من قبل الرياض والحريري. وأطلق سراحه بعد وساطة فرنسية.

تحميل المزيد