كشفت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس اقتراحاً تركياً ببيع أسطول من مقاتلات "إف 16" الأمريكية إلى تركيا، وهي صفقة يقول المسؤولون في أنقرة إنها ستُصلح الروابط الأمنية الممزقة بين البلدين بعد استبعاد تركيا من برنامج طائرات "إف 35".
الصحيفة الأمريكية أشارت في تقريرها الذي نشر الأحد 23 يناير/كانون الثاني 2022 إلى أن الصفقة تواجه معارضةً من بعض نواب الكونغرس الذين ينتقدون علاقات تركيا المتنامية مع روسيا.
صفقة لإعادة تقوية العلاقات الأمريكية- التركية
يقول مسؤولون أتراك بارزون إن هذه الصفقة قد تكون شريان حياة يُعيد العلاقات التركية- الأمريكية إلى سابق عهدها، لا سيما بعد ما شهدته من أزمات على مدى السنوات الماضية، بسبب مشتريات تركيا من الأسلحة الروسية، وتضارب المصالح في الحرب السورية.
كما أن خبراء من كلا البلدين يقولون إن امتناع الولايات المتحدة عن تمرير هذه الصفقة قد يدفع أنقرة إلى مزيد من تعزيز العلاقات مع روسيا، حسب ما ذكرته الصحيفة الأمريكية.
فيما نقلت صحيفة WSJ الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين ومساعدين في الكونغرس قولهم إن صفقة بيع المقاتلات المقترحة تواجه معارضة من بعض المشرعين الذين يضمرون الاستياء من شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية S-400، وعلاقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والسياسات التركية في شرق البحر المتوسط.
كما كشف مساعدون في الكونغرس أن الصفقة تواجه شكوكاً لا يُستهان بها بين أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ ممن يعترضون على شراء تركيا لنظام الدفاع الصاروخي الروسي، غير أن قادة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، السيناتور روبرت مينينديز والسيناتور جيمس ريش، لم يتخذوا بعد مواقف علنية من الصفقة.
أما في مجلس النواب، فقد اعترضت مجموعة من النواب المنتمين إلى كلا الحزبين، ومنهم أعضاء في التكتل المقرب من اليونان في الكونغرس، على الصفقة، وبعثوا برسائل للتعبير عن هذا الرفض إلى أنطوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، العام الماضي، مستندين في دعواهم إلى مشتريات أنقرة من الأسلحة الروسية ونزاع تركيا مع اليونان بشأن الحدود البحرية في البحر المتوسط.
موقف بايدن لا يزال غامضاً
من جانب آخر، فإن إدارة بايدن لم تكشف عن موقفها بدعم الصفقة أو رفضها، غير أن القوانين الأمريكية المتعلقة بمراقبة تصدير الأسلحة تقتضي إخطار الإدارة للكونغرس بأي مبيعات عسكرية مقترحة إلى دولة أجنبية، وهو ما يمنح نواب الكونغرس فرصة لمراجعة الصفقة ومعارضتها أو محاولة منعها.
فيما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إدارة بايدن لم تخطر الكونغرس رسمياً حتى الآن بالصفقة المقترحة لبيع مقاتلات "إف 16" إلى تركيا.
في معرض الحديث عن موقف النواب الأمريكيين، قال أحد مساعدي الكونغرس، إن الصفقة "ستواجه عدة حواجز، والسؤال هل ستؤدي هذه الحواجز إلى قطع الطريق عليها، أم أنها ستكون قادرة على تجاوزها؟".
تفاؤل تركي بنجاح الصفقة
أما على الجانب التركي، فيقول مسؤولون أتراك إن الولايات المتحدة تتفاوض مع تركيا بشأن صفقة البيع. وقد استفسر إبراهيم كالين، كبير مستشاري أردوغان، عن الصفقة خلال مكالمة جرت في 10 يناير/كانون الثاني مع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، وفقاً لما ذكره شخص مطلع على المناقشة.
بينما امتنع متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي عن التعليق على هذه الأخبار. لكن متحدثاً باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال إن "الولايات المتحدة وتركيا بينهما علاقات عسكرية ثنائية عميقة وطويلة الأمد، ولا يزال الالتزام بالحفاظ على منظومات التشغيل والبيانات المشتركة بين الناتو وتركيا أولوية" بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، قال مسؤولون أتراك حاليون وسابقون إن صفقة مقاتلات "إف 16″، إذا جرت الموافقة عليها، ستوقف الميل التركي إلى تعزيز العلاقات مع روسيا. وكان أردوغان قال في الخريف الماضي إنه ناقش مع روسيا تكثيف التعاون العسكري، ويشمل ذلك قطاع الطائرات المقاتلة والمحركات النفاثة".
إلينور شفيق، كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس التركي، قال إن "تركيا قوة فاعلة مهمة، ويجب أن تبقى في الحظيرة الغربية".كما يرى جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في تركيا، أن "[صفقة مقاتلات "إف 16″] طريقة رائعة للخروج" من الأزمة الحالية، غير أنه أشار إلى أن "المشكلة تكمن في أن بعض المسؤولين الأمريكيين، لا سيما في الكونغرس الأمريكي، لديهم موقف سلبي حيال تركيا، وأخشى أن تتعثر الصفقة بسبب هذا الموقف".