أقر وزير إسرائيلي، لأول مرة، الأحد 23 يناير/كانون الثاني 2022، بما تمارسه عصابات المستوطنين في الضفة الغربية من اعتداءات، معتبراً ذلك "إرهاباً منظماً".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، لهيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، تعليقاً على اعتداء مستوطنين ملثَّمين على نشطاء إسرائيليين وفلسطينيين جنوب مدينة نابلس بالضفة العربية، قبل يومين.
فقد أُصيب 10 متضامنين، بينهم 4 إسرائيليين (بعضهم فوق الـ70 عاماً)، في هجوم عنيف نفذه مستوطنون إسرائيليون بالهراوات والحجارة، الجمعة، بالقرب من بلدة بورين الفلسطينية، كما أضرموا النار في سيارة لهم.
من جانبه، قال "بارليف" المنتمي إلى حزب العمل: "هذا نشاط منظم لجماعة إرهابية جاءت لتؤذي مواطني الدولة الذين أتوا للتظاهر في المكان".
الوزير نفسه مهدَّد
يشار إلى أن الوزير بارليف سبق أن أعلن في 27 ديسمبر/كانون الأول 2021، أنه بات يخضع لحراسة مشددة على مدار 24 ساعة، بعد تلقِّيه تهديدات "ليس من عرب، بل من يهود".
جاء ذلك على خلفية استخدام "بارليف" مصطلح "عنف المستوطنين"؛ ما جعله في مرمى نيران أحزاب اليمين بالائتلاف الحكومي والمعارضة على حد سواء.
وفي 12 ديسمبر/كانون الأول 2021، كتب "بارليف" مغرداً: "التقيت اليوم مساعِدة وزير الخارجية الأمريكي السيدة فيكتوريا نولاند، التي كانت مهتمة، ضمن أمور أخرى، بعنف المستوطنين وكيفية الحد من التوترات في المنطقة وتقوية السلطة الفلسطينية".
ووقتها أعلن رئيس الوزراء نفتالي بينيت (من حزب "يمينا" اليميني) رفضه تصريحات "بارليف"، وقال في تغريدة له، إن المستوطنين هم "الدرع الواقية" لإسرائيل.
واعتبر أن "هناك تأثيرات هامشية في كل جمهور، يجب معالجتها بكل الوسائل، لكن يجب ألا نعمِّم على جمهور كامل"، في إشارة إلى رفضه تعميم وصف "العنف" على المستوطنين.
وفي الآونة الأخيرة، تضاعف معدل اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين بالضفة، وضمن ذلك الاعتداءات الجسدية وتخريب وحرق الممتلكات والمزارع، فيما يقول الفلسطينيون إن تلك الممارسات تُرتكب على مرأى من جنود الجيش الإسرائيلي.
ويتوزع نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي في 145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، وضمنها القدس الشرقية، وفق بيانات لحركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية.