حالف الحظ المعتقل اليمني محمد علي سالم، لأن صاروخاً أطلقته طائرات التحالف بقيادة السعودية، على العنبر المجاور له في مركز الاحتجاز بمحافظة صعدة اليمنية، أحدث موجة قوية بما يكفي لتحطيم باب زنزانته، وأتاح هذا له الفرار قبل سقوط قنبلة ثانية.
استهداف مركز الاحتجاز، الجمعة 21 يناير/كانون الثاني 2022، تسبب في مقتل وإصابة العشرات، بينهم مهاجرون أفارقة.
قصف مركز احتجاز في اليمن
حيث قال المعتقل اليمني محمد علي سالم، الأحد 23 يناير/كانون الثاني 2022، وهو يسرد تفاصيل الهجمات التي استهدفت مركز الاحتجاز الذي كان موجوداً فيه، عند فجر الجمعة، إنه عندما قصفوا عنبر 8 فُتح الباب وخرج المحتجزون، وإن الباب انفتح من جراء الضغط.
لكن لم يحالف الحظ آخرين. ولقي ما لا يقل عن 60 شخصاً حتفهم عندما أصابت صواريخ مركزَ احتجاز في محافظة صعدة اليمنية، معقل جماعة الحوثي التي تخوض حرباً مع التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015.
في حين قال شاهد من رويترز، إن عدة أشخاص، بينهم مهاجرون أفارقة، لقوا حتفهم في غارة، وقالت هيئة إنقاذ الطفولة في بيان، إن ثلاثة أطفال لقوا حتفهم في غارات جوية يوم الجمعة، بمدينة الحديدة غرب اليمن.
غضب دولي
في السياق ذاته أثارت الهجمات التي أعقبت هجمات بصواريخ وطائرات مسيَّرة، على دولة الإمارات غضباً دولياً، وأعادت الانتباه إلى صراع منسيٍّ ودامٍ.
رغم سقوط عشرات القتلى، فإن التحالف بقيادة السعودية نفى، يوم السبت، استهداف مركز الاحتجاز، وقال إن المركز لم يكن مدرجاً على قوائم عدم الاستهداف المتفق عليها مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ولم يتم الإبلاغ عنه من قِبل الصليب الأحمر ولا تنطبق عليه المعايير المنصوص عليها في اتفاقية جنيف الثالثة لأسرى الحرب.
جدير بالذكر أن هذه الهجمات التي طالت مركز الاحتجاز في صعدة، تعد الهجمات الأكثر دموية منذ أكثر من عامين، وجاءت وسط تصعيد غير مسبوق في الصراع المستمر منذ سبع سنوات، مع احتدام الاشتباكات للسيطرة على منطقتي شبوة ومأرب الغنيتين بالنفط وتصاعد الهجمات الحدودية.
في حين تجمَّع مئات الأشخاص بصعدة حول أكياس جثث، يوم السبت، تكومت بالقرب من أنقاض مركز الاحتجاز؛ بحثاً عن معلومات عن أقاربهم. وقام البعض بفحص الجثث؛ على أمل التعرف على ذويهم.
جدير بالذكر أنه ومنذ 2014، تدور حرب في اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الذين شنوا هجوماً واسعاً وسيطروا على مناطق كثيرة، بينها العاصمة صنعاء. وتدخَّل التحالف لدعم القوات الحكومية منذ 2015. وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة، بينما تعاني البلاد من أزمة إنسانية حادة.