قال رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو برلسكوني في بيان، السبت 22 يناير/كانون الثاني 2022، إنه قرر عدم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، مزيحاً بذلك عقبة أمام المفاوضات بين الأحزاب قبل تصويت في البرلمان سيبدأ يوم 24 يناير/كانون الثاني للاتفاق على مرشح.
يعتبر ترشح رئيس الوزراء ماريو دراجي للمنصب أكثر الاحتمالات ترجيحاً، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الأغلبية في الأحزاب التي تدعم الائتلاف الذي يقوده ستوافق عليه في ظل المخاوف من أن يؤدي تركه منصب رئيس الوزراء إلى انتخابات عامة مبكرة.
برلسكوني أوضح أنه يريد أن يظل رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق دراجي على رأس الحكومة لحين انتهاء فترة المجلس التشريعي في عام 2023.
كما أضاف برلسكوني في البيان: "قررت أن أخطو خطوة أخرى على الطريق، متحلياً بالمسؤولية الوطنية، طالباً من أولئك الذين اقترحوا الأمر أن يتخلوا عن طرح اسمي لرئاسة الجمهورية".
الائتلاف اليميني كان قد طلب من برلسكوني الترشح لمنصب الرئيس، لكن نجاحه لم يكن مرجحاً بسبب صعوبات في حشد التأييد الواسع المطلوب تقليدياً للمرشح بين أكثر من ألف من أعضاء البرلمان والموفدين من أقاليم البلاد.
يذكر أن برلسكوني شخصية مثيرة للانقسام في إيطاليا، وبالفعل استبعدت أحزاب يسار الوسط تأييده.
جدل مستمر حول برلسكوني
يأمل برلسكوني ألا يلتهي مؤيدوه بمحاكمته بزعم رشوة شهود للتكتم على حفلات "جنسية" تضم فتيات يرقصن شبه عاريات.
كان محامو برلسكوني قد أعلنوا، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021، تبرئته من تهم فساد كانت منسوبة إليه، حيث قضت محكمة إيطالية بانعدام أدلة الإدانة.
ونقلت صحيفة "لا ريبوبليكا" عن أحد محامي الدفاع فيديريكو سيكوني قوله إن قطب الإعلام الملياردير، الذي شغل منصب رئيس الوزراء لأربع مرات، والبالغ من العمر 85 عاماً، كان "مرتاحاً وراضياً بشكل واضح".
بينما أكد المدعون أن برلسكوني سعى إلى التأثير على الشهود بدفع أموال لهم للإدلاء بإفادات تخدم براءته في قضية حفلات "بونغا بونغا" مع ضيفات شابات في فيلته بمنطقة أركور بضواحي ميلانو، مطالبين بسجنه أربع سنوات.
المرشح الأوفر حظاً
من المقرر أن ينعقد البرلمان الإيطالي في 24 يناير/كانون الثاني الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية، فيما يبدو أن رئيس الوزراء الحالي ماريو دراغي هو المرشح الأوفر حظاً لشغله، رغم أن ذلك يحمل خطر تقويض التعافي الاقتصادي في البلاد ما بعد الوباء، بحسب تقارير مختلفة.
لذلك، ربما يواجه برلسكوني، الذي يعد الخيار الأول لأحزاب يمين الوسط في إيطاليا، منافسة قوية من دراغي الذي أشار إلى أنه يرغب في هذا المنصب أيضاً. وفي الجولات الثلاث الأولى للاقتراع السري من الضروري الفوز بأغلبية الثلثين، قبل الفوز بأغلبية بسيطة من الجولة الرابعة.
بحسب وسائل إعلام إيطالية، حصل برلسكوني- على الورق- على 450 صوتاً من حلفائه في حزبي الرابطة وإخوان إيطاليا، أي أقل عن الأغلبية بـ55 صوتاً.
في هذا الإطار، يقول بوليتو: "أعضاء حزب الرابطة وإخوان إيطاليا لن يدعموه بالضرورة، لأنهم قد يخشون عدم فوزه، وبحلول ذلك الوقت سيكون الأوان قد فات على الحق في اختيار فائز آخر. ولكن لا تقُل مستحيلاً مع برلسكوني".