قال وزير خارجية الكويت أحمد ناصر المحمد الصباح، الأحد 23 يناير/كانون الثاني 2022، إنه طلب من المسؤولين في لبنان "ألا يكون بلدهم منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي، وأن يعود أيقونة مميزة بالمشرق العربي".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده "الصباح" من بيروت، بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون، في قصر بعبدا، صباح الأحد. وأضاف الوزير الكويتي أنه حمل رسالة كويتية خليجية عربية ودولية، كإجراءات وأفكار مقترحة لبناء الثقة مجدداً مع لبنان.
في وقت سابق من يوم السبت، وصل وزير الخارجية الكويتي إلى بيروت، في أول زيارة لمسؤول خليجي منذ أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي.
كان قرداحي قد قال في مقابلة متلفزة، سُجلت في أغسطس/آب، وبُثت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات"، وذلك قبل تعيينه وزيراً في سبتمبر/أيلول الماضي.
"إجراءات لإعادة بناء الثقة" بين دول الخليج ولبنان
أشار الوزير الكويتي في مؤتمره الصحفي، إلى أن إجراءات إعادة بناء الثقة، كلها مستنبطة وأساسها قرارات الشرعية الدولية، وقرارات سابقة لجامعة الدول العربية.
وتابع: "طالبنا بأن لا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي، ونريده مثلما كان، عنصراً متألقاً، وأيقونة مميزة في العالم والمشرق العربي".
وواصل قائلاً: "لبنان واحة وساحة أمل للجميع، ملجأ للمثقفين والفنانين والأدباء، وهذا لبنان الذي نعرفه. ليس منصة عدوان أو مكاناً لجلب أي حساسية تجاه هذا الشعب الجميل".
وأوضح "الصباح" أنه "لا يوجد هناك أي توجه للتدخل بالشؤون الداخلية للبنان، بل طرحنا إجراءات لإعادة بناء الثقة"، مشيراً إلى أن "علاقاتنا الدبلوماسية لم تقطع مع لبنان".
كما أكد وزير الخارجية الكويتي أن لبنان بصدد دراسة هذه الإجراءات، لافتاً إلى أن الرد عليها سيكون قريباً.
3 رسائل من الخليج إلى لبنان، وعون يعلّق عليها
وعقب وصوله إلى بيروت مساء السبت، قال وزير الخارجية الكويتي إنه يزور لبنان حاملاً 3 رسائل هي: دعم بيروت، وأن لا تكون منصة عدوان، وأن تفي بتعهداتها، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تمت بالتنسيق مع دول الخليج العربية الأخرى.
وبعد اجتماعه في القصر الحكومي ببيروت مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، قال "الصباح" إن زيارته لبيروت تأتي "ضمن الجهود الدولية لإعادة بناء الثقة، وإبداء التضامن مع الشعب اللبناني الشقيق"، مؤكداً أن "خطوات بناء الثقة مع لبنان أساسها عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونحن الآن في خطوات إجراءات ثقة، وهذه لا تأتي بين يوم وليلة".
فيما أردف: "رؤيتنا الكويتية والخليجية هي أن يكون لبنان قوياً قادراً على الوفاء بالتزاماته الدولية"، متابعاً: "لمسنا ملامح إيجابية لما قدمناه من أفكار في لبنان، ونأمل أن تتطور الأمور".
من جهته، قال الرئيس اللبناني الأحد بعد لقائه وزير الخارجية الكويتي، إن الأفكار المبادرة "لإعادة بناء الثقة" التي نقلها الوزير الكويتي ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها، وهناك حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية.
وأضاف الرئيس عون عبر تويتر: لبنان يرحب بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي وهو ملتزم تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة
أزمة دبلوماسية
وكانت تصريحات قرداحي قد أثارت أزمة دبلوماسية عاصفة بين دول خليجية ولبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2021، أعقبتها مساعٍ للوساطة من أجل إنهاء تلك الأزمة، ونجحت لاحقاً عقب استقالة قرداحي.
قبل ذلك أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت واليمن سحب سفرائها من بيروت؛ احتجاجاً على التصريحات.
وفي أكثر من مناسبة، أكدت الحكومة اللبنانية أن "تصريحات قرداحي لا تمثل موقفها"، فيما قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، حينها: "ليست هناك أزمة مع لبنان، بل أزمة في لبنان، بسبب هيمنة وكلاء إيران (حزب الله) عليه".
جدير بالذكر أن اليمن يشهد حرباً منذ عام 2015، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.