أوقفت قوات "ألوية العمالقة" اليمنية الجنوبية، المدعومة من الإمارات، عملياتها العسكرية في شمالي البلاد، بعد أسابيع من مساعدتها للقوات الحكومية المدعومة من السعودية في معركتها لاستعادة السيطرة على محافظة شبوة الجنوبية الشرقية من الحوثيين، والتقدم إلى مناطق سيطرة المتمردين الحوثيين في محافظة مأرب شمالي اليمن.
حيث نقل موقع Middle East Eye البريطاني في تقريره الذي نشره يوم السبت، 22 يناير/كانون الثاني 2022، عن مصادره، أن ألوية العمالقة أوقفت تقدمها منذ 11 يناير/كانون الثاني، بالتزامن مع إعلان تركي المالكي، المتحدث باسم قوات التحالف التي تقودها السعودية، عن تحرير ثلاث مناطق في شبوة.
قوات مدعومة من الإمارات
مقاتل من ألوية العمالقة في شبوة قال لموقع MEE إن القوات أوقفت عملياتها في مأرب بعد وصولها إلى مناطق مأهولة بالسكان، لأنها لم تُرد استهداف تلك المناطق.
كذلك أضاف في تصريحاته: "تلقَّينا توجيهات بوقف التقدم، لكن السبب الرئيسي وراء ذلك هو المناطق السكنية التي وصلنا إليها، فالحوثيون يختبئون وسط المدنيين، وإذا تقدمنا فستكون هناك خسائر كبيرة في صفوفهم، لذلك توقفنا".
يُذكر أن ألوية العمالقة، التي ينحدر معظم مقاتليها من الجنوب، وتتلقى تمويلاً إماراتياً، كانت على مدى الجزء الأكبر من الصراع في اليمن تنشط في غربي البلاد، وتقاتل في تعز والحديدة وجنوب الساحل الغربي، إلا أنها انتقلت شرقاً إلى شبوة، في ديسمبر/كانون الأول 2021، بعد إقالة محافظ المدينة محمد صالح بن عديو، الذي كان ينتقد سيطرة الإمارات على ميناء بلحاف البحري المهم.
في المقابل، فإن عوض العولقي، الذي حلَّ محل عديو محافظاً لشبوة، حثَّ ألوية العمالقة على الانتقال إلى المحافظة وترسيخ نفسها لتصبح قوة عسكرية رئيسية هناك. وقد اعتُبرت هذه الخطوة وسيلة دعم من العولقي لهيمنة الإمارات في المحافظة، لكن الألوية المدعومة من الإمارات نفت ذلك.
تحرير شبوة من الحوثيين
في حين قال مقاتل تابع للألوية كان يتمركز في الساحل الغربي آنذاك، لموقع MEE: "لقد انتقل رفاقنا إلى شبوة لتعزيز القوات هناك وتحرير شبوة من ميليشيات الحوثي، وليس لأي سبب آخر". وأضاف أن تأمين المحافظة بات "أولوية" لأنه يُيسِّر استخدام ميناء بلحاف البحري الخاضع للسيطرة الإماراتية منذ عام 2016.
في الوقت ذاته الذي تدخلت فيه ألوية العمالقة في شبوة، أعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أن قواته ستستمر في التقدم شمالي البلاد، لدعم الشماليين والحفاظ على الجنوب آمناً من الحوثيين.
على الجانب الآخر، انتقد كثير من الجنوبيين مشاركة قواتهم بعيداً عن ساحة المعارك الخاصة بهم في الجنوب، وقال محمود اليافعي، وهو من سكان عدن المؤيدين للمجلس الانتقالي الجنوبي، لموقع MEE: "من أول الأمر لم يكن عليهم الذهاب إلى مأرب، لقد كان الذهاب إلى الشمال خطأً فادحاً، فنحن بحاجة إلى تحرير الجنوب واستعادة بلادنا، فلماذا نحارب في مأرب؟"
كذلك فقد أضاف اليافعي أن القوات أوقفت زحفها نحو مأرب، بعد أن أدركت أن سكان الجنوب غير راضين عما يفعلونه، "فسكان الشمال لا يعبأون بنا، وقد استهدفوا الجنوب أكثر من مرة، فلماذا نذهب للقتال معهم؟"
رغم ذلك، قال مقاتل ألوية العمالقة لموقع MEE، إن التقدم المُقبل لقواتهم لن يكون باتجاه "الجبهات العميقة" في مأرب، ولكن إلى المناطق التي تحافظ على الجنوب آمناً بدرجة كافية فحسب. وأضاف: "نتفهم مطالب إخواننا في الجنوب، ولن نحرر الشمال من الحوثيين، كل ما نريده هو حماية الجنوب، ولن نتقدم في مناطق أخرى".