كشف مسؤولون أمريكيون أنَّ الأفغان الذين تستضيفهم قاعدة عسكرية أمريكية في كوسوفو، بعد إجلائهم عن دولتهم، معرضون لخطر منعهم من دخول الولايات المتحدة بسبب "صلاتهم المزعومة بـ حركة طالبان وجماعات إرهابية أخرى"؛ ما قد يتركهم بدون وطن.
ونقلت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية عن مصدر مطلع على القضية قوله، إن أقل من 10 أفغان غير مؤهلين للدخول إلى الولايات المتحدة، بعد أن وجد مسؤولو الأمن، معلومات غير مؤهلة عنهم خلال عملية تدقيق واسعة النطاق. ولا يزال نحو 90 فرداً يخضعون للفحص في قاعدة كامب بوندستيل في كوسوفو، وفقاً لمسؤولي الإدارة.
اللاجئون الأفغان المحرومون.. معضلة قانونية وإنسانية لإدارة بايدن
لم توافق سوى قلة من الدول على أخذ الأفراد الممنوعين من دخول الولايات المتحدة، وإعادتهم إلى أفغانستان، حيث يمكن أن يتعرضوا للأذى، وهو ما قد يمثل انتهاكاً للقانون الدولي. ويمثل ذلك أيضاً معضلة قانونية وإنسانية ودبلوماسية لإدارة بايدن، بعد جهود إخلاء فوضوية الصيف الماضي.
وفر الآلاف من مطار كابول مع الخضوع لإجراءات تدقيق طفيفة أو عدم الخضوع لها، في حين تُرِك أكثر من 60 ألف مترجم شفوي سابق وغيرهم من المتقدمين للحصول على تأشيرة.
وكانت القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج أولى محطات توقف معظم الأفغان الذين تجاوز عددهم 100 ألف، والذين اندفعوا على متن رحلات الإجلاء، في أغسطس/آب، بعدما سحبت الولايات المتحدة قواتها، وتولت حركة طالبان زمام الأمور، وذلك لإجراء فحوصات أمنية أولية. ونُقِل نحو 200 منهم، بعضهم من أقارب الأفراد الذين يخضعون لفحوصات إضافية، إلى قاعدة بوندستيل لمزيد من التدقيق بعد طرح أسئلة حول خلفياتهم.
الأفغان المحتجزون في كوسوفو يعيشون ظروفاً قاسية
ووصف الأفغان المحتجزون في معسكر كوسوفو الظروف الصعبة التي قضت فيها العائلات التي لديها رُضع وأطفال صغار شهوراً في خيام مشتركة، مع معلومات شحيحة حول أسباب توقيف رحلاتهم، وفقاً لسيمينا كوريشي، التي تدير منظمة غير ربحية تساعد النساء الأفغانيات.
وشغل بعض هؤلاء الأفغان مناصب رفيعة المستوى في الحكومة الأفغانية، وعملوا جنباً إلى جنب مع كبار القادة العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين، ومن بينهم رئيس سابق لوكالة المخابرات وجنرال أفغاني برتبة ثلاث نجوم، ومتحدث سابق باسم مجلس الأمن القومي.
وقالت جولي سيرس، المحامية التي تساعد رئيس وكالة المخابرات الأفغانية السابق المحتجز في كوسوفو مع أسرته، لصحيفة وول ستريت جورنال، إنَّ الإدارة الأمريكية بحاجة إلى تخصيص المزيد من الموارد لتسريع معالجة القضايا. وأضافت: "لقد كان أحد أقوى حلفائنا. وساعدنا كثيراً خلال تلك الفترة الأولى عندما دخلنا أفغانستان".
خيارات صعبة أمام المحتجزين بقاعدة بوندستيل
وقال مسؤولون أمريكيون إنَّ الأفراد الموجودين الآن في بوندستيل لديهم عملياً حرية المغادرة أو الانسحاب من عملية التقديم لدخول الولايات المتحدة، لكن يجب أن يكون هناك بلد آخر يوافق على استقبالهم، وقد فعل فرد واحد على الأقل ذلك بنجاح.
وأشار المسؤولون إلى أنه لا يوجد إرهابيون بارزون في قاعدة بوندستيل، لكنهم رفضوا تقديم المزيد من المعلومات حول الأشخاص المستضافين هناك.
ومن بينهم قائد سابق في حركة طالبان، سُجِن في سجن باغرام، الذي تديره الولايات المتحدة لمدة عامين. غير أنَّ القائد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية غيّر موقفه لاحقاً، ليصبح متحدثاً باسم مجلس الأمن القومي الأفغاني في عام 2020. وقال إنَّ ذلك جعله هدفاً رئيسياً لطالبان.
إدارة بايدن تضع شروطاً تعجيزية أمام اللاجئين الأفغان
والشهر الماضي، قال موقع Axios الأمريكي، إن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن بدأت في رفض طلبات عديدة من اللاجئين الأفغان، الساعين للجوء إلى الولايات المتحدة، من خلال تأشيرات الدخول المشروط الإضافية، التي يُفترض أنها مُنحت للأفغان لأسباب إنسانية.
الموقع أوضح في تقرير نشره الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن ذلك راجع إلى إغراق النظام الذي كان يفحص 2000 طلب سنوياً بأكثر من 30 ألف طلب.
يأتي هذا الاتجاه في وقت يواجه فيه الأفغان صعوبات أكبر وإجراءات أطول للهروب إلى الولايات المتحدة، رغم الجهود المكثفة السابقة التي تقول إدارة بايدن إنها بذلتها لمساعدة حلفائها.