قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، الجمعة 21 يناير/كانون الثاني 2022، إنها أحصت أكثر من مئة شخص بين قتيل وجريح بعد قصف جوي للتحالف العربي على سجن في صعدة شمال اليمن.
وكثف التحالف العسكري، بقيادة السعودية، غاراته ليل الخميس/الجمعة على مناطق تحت سيطرة المتمردين في اليمن موقِعاً قتلى وجرحى ودماراً، فيما انقطع الإنترنت عن معظم أنحاء البلاد، حسبما قالت وكالة فرانس برس.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الصليب الأحمر في اليمن، بشير عمر، لوكالة فرانس برس، أن "هناك أكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح" بعد الهجوم على مركز احتجاز في صعدة، مشيراً إلى أن "الأرقام في تزايد".
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه هيئة إنقاذ الطفولة في بيان، الجمعة، إنه وردت أنباء عن مقتل ثلاثة أطفال وأكثر من 60 بالغاً في ضربات جوية باليمن، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق من اليوم، قال شاهد من رويترز إن ضربة جوية أصابت مركز احتجاز مؤقتاً في محافظة صعدة باليمن، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى، بينهم مهاجرون أفارقة، وذلك في الوقت الذي يصعّد فيه التحالف بقيادة السعودية من عملياته في مناطق يسيطر عليها الحوثيون.
ولا يزال عمال الإنقاذ ينتشلون جثثاً من تحت الأنقاض بعد الضربة التي وقعت فجر الجمعة، لكن لم يتضح بعد عدد القتلى.
انقطاع للإنترنت
وقالت قناة المسيرة التلفزيونية التي يديرها الحوثيون إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في الغارة. وعرضت لقطات مصورة لمصابين في المستشفى الجمهوري في صعدة بشمال اليمن.
فيما لم يشِر التحالف إلى أي قصف على صعدة، لكنه تحدث في بيان عن استهداف الحُديدة في غرب اليمن.
وأعلن البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية "بدء ضربات جوية دقيقة لتدمير قدرات الميليشيا الحوثية بالحديدة" الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، واستهداف "أحد أوكار عناصر القرصنة البحرية والجريمة المنظمة بالحديدة".
من جانبها، قالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين إن "العدوان" استهدف "مبنى اتصالات" في المدينة، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى.
وأفادت مجموعة "نت بلوكس" التي تتعقب أعطال شبكات الإنترنت على حسابها على تويتر بـ"انقطاع الاتصال بالإنترنت في كل اليمن" بعد الغارات.
وتأتي هذه الغارات بعد أيام قليلة على استهداف الحوثيين بصواريخ وطائرات مسيّرة أبوظبي في الإمارات، ما تسبّب بسقوط ثلاثة قتلى وإصابة ثلاثة صهاريج محروقات واندلاع حريق قرب المطار. وتعهدت الإمارات التي تشارك في التحالف والسعودية بالرد.
كان ذلك الاعتداء الأول من نوعه الذي ينفذه الحوثيون المدعومون من إيران على الإمارات.
وصادر الحوثيون، في الثالث من كانون الثاني/يناير، باخرة في البحر الأحمر ترفع علم الإمارات، وتنقل، وفق التحالف، تجهيزات لمستشفى. وقال الحوثيون إنها تنقل أسلحة.
ومنذ الإثنين، تاريخ وقوع الاعتداء على الإمارات، كثف التحالف الذي يدعم الحكومة اليمنية غاراته الجوية على مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.
وتدور منذ 2014 حرب في اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الذين شنوا هجوماً واسعاً وسيطروا على مناطق كثيرة بينها العاصمة صنعاء. وتدخل التحالف لدعم القوات الحكومية منذ 2015. وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة، بينما تعاني البلاد من أزمة إنسانية حادة.