أعلنت جماعة "الحوثي" اليمنية، مساء الثلاثاء 18 يناير/كانون الثاني 2022، أن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، شنّ ضربات جوية جديدة في اليمن، فيما قال التحالف إن "عملية الاستجابة للتهديد مستمرة لحماية المدنيين والأعيان المدنية".
حيث ذكرت وكالة أنباء "سبأ" التابعة للحوثيين: "شنّ طيران العدوان (تقصد التحالف العربي) اليوم (الثلاثاء) خمس غارات على العاصمة صنعاء"، مؤكدة أن طيران التحالف "استهدف مطار صنعاء الدولي ومحطيه".
فيما قالت الوكالة ذاتها إن 5 مدنيين، بينهم طفل، لقوا مصرعهم في إثر غارة جوية للتحالف السعودي على مديرية حَريْب بيحان، جنوبي شرقي محافظة مأرب.
كما تابعت: "في مجزرة أخرى ارتكبتها طائرات التحالف السعودي، منتصف الليل، في حيّ الليبيّ السكنيّ في صنعاء، بلغ عدد الضحايا 29 شخصاً بين شهيد وجريح"، على حد قولها.
من جهته، أعلن التحالف العربي تنفيذ "ضربات جوية لمعاقل ومعسكرات ميليشيا الحوثي في صنعاء"، مشيراً إلى "تدمير مخازن ومنظومة اتصالات للطائرات المسيرة (درون) في جبل النبي شعيب".
"ضحايا غارات التحالف"
في وقت سابق من يوم الثلاثاء، أعلنت الحوثي عن مقتل أحد قادتها العسكريين مع أفراد أسرته بغارة جوية للتحالف العربي في صنعاء، فيما أعلن الأخير تدمير مخازن ومنظومة اتصالات للطائرات المسيرة فيها.
بينما أكد التحالف العربي مقتل 80 حوثياً في عمليات استهداف نفذها خلال الساعات الـ24 الماضية في محافظة مأرب وسط اليمن، مؤكداً أن "الاستهدافات أدت إلى تدمير 9 آليات عسكرية ومقتل أكثر من 80 عنصراً حوثياً"، دون تفاصيل أكثر.
تلك الهجمات الجديدة في العاصمة صنعاء وصفت بأنها أشرس ضربات للتحالف العربي منذ عام 2019.
بدوره، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش "يعبر عن قلقه ويأسف" لضربات التحالف الجوية.
دوجاريك أضاف: "يدعو الأمين العام مجدداً كل الأطراف لممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومنع المزيد من التصعيد واشتداد الصراع".
يشار إلى أن الإمارات تسلح وتدرب قوات يمنية محلية انضمت مؤخراً إلى قتال الحوثيين في محافظتي شبوة ومأرب اليمنيتين المنتجتين للطاقة.
كانت إمارة أبوظبي قد شهدت، الإثنين، انفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية، ووقوع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار أبوظبي، أحدهما أدى لمقتل 3 أشخاص وإصابة 6.
يذكر أن الحوثيين اعتادوا إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مفخخة بدون طيار على مناطق سعودية وأخرى يمنية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف بإحباطها، رغم الدعوات العربية والدولية للالتزام بوقف إطلاق النار.
في المقابل، كثف التحالف مؤخراً ضرباته الجوية ضد مواقع خاضعة لسيطرة الحوثيين بعدة محافظات بينها صنعاء.
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلةً 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.