كشفت منظمة "أوكسفام" الخيرية، الإثنين 17 يناير/كانون الثاني 2022، عن أرقام صادمة بخصوص الفوارق الاقتصادية في الأردن، وقالت إن أغنى شخصين في الأردن يمتلكان ثروة تفوق ما يملكه أربعة ملايين مواطن.
إذ تصدر منظمة "أوكسفام" عادة تقريرها عن عدم المساواة في الثروة بين سكان العالم، بالتزامن مع بدء اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وكشف التقرير الجدي أيضاً أن وباء كورونا جعل أغنى أغنياء العالم أكثر ثراءً، في حين أنه جعل المزيد من الناس ينزلقون نحو الفقر.
فوارق اجتماعية كبيرة في الأردن
فقد ذكرت نيفديتا مونغا، مديرة المنظمة الخيرية التي تركز على تخفيف حدة الفقر في العالم، إن "ثروة 53 أسرة (في الأردن) تفوق أكثر من 50 مليون دولار لكل منها، وأن إيجاد نظام ضريبي عادل سيحتم على جميع الأردنيين دفع الضريبة بمسؤولية بحيث لا تقع الأعباء الضريبية على الفقراء وحدهم".
كما أشارت في تقريرها الذي حمل عنوان "اللامساواة تقتل"، إلى أن "990 فرداً في الأردن يملكون 5 ملايين دولار أو أكثر، بمجموع ثروة يقدر بـ20.3 مليار دولار".
أضافت أن "مواجهة هذا الشكل من اللامساواة أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، واليوم نحن بحاجة لفرض ضرائب على الثروات الكبيرة واستخدام هذه الإيرادات لإنقاذ حياة الناس".
فيما أشارت إلى أنه "في الأردن كما هو الحال في باقي العالم، عانت النساء والفتيات الأمرّين عندما يتعلق الأمر باللامساواة الاقتصادية، والتي تعززت بفعل جائحة كورونا".
ما هي أغنى العائلات في الأردن؟
كشفت مجلة "فوربس أرابيا" عن قائمة احتوت على أغنى 50 عائلة في الأردن، وتصدرت القائمة عائلة المصري التي تمتلك عدة مجموعات اقتصادية انطلاقاً من الأردن، أهمها مجموعة (ادجو) النفطية التي تحظى بامتيازات نفطية في 20 دولة في العالم.
وفق ما تداولته وسائل إعلام محلية فإن عائلة أبو غزالة تحتل المرتبة الثانية، ويتنقل محمد أبو غزالة سنوياً بين 24 دولة تنتشر فيها أعمال شركته العملاقة (دلمونتي) المدرجة في بورصة نيويورك، والتي تبلغ مبيعاتها سنوياً أكثر من 4 مليارات دولار.
بينما تأتي عائلة شومان في المرتبة الثالثة، وهي عائلة مصرفية بامتياز، حيث أسست البنك العربي عام 1930، وهو أحد أضخم البنوك العربية في العالم، ويرأس مجلس إدارته عبد الحميد شومان، وهو من الجيل الثالث من العائلة.
تضاعف ثروات أغنياء العالم
كما زعم تقرير المنظمة الخيرية أن الدخل المنخفض لأفقر الأشخاص حول العالم، أسهم في وفاة 21 ألف شخص كل يوم. وأشارت المنظمة إلى أن أغنى 10 رجال في العالم ضاعفوا ثرواتهم الجماعية بأكثر من الضعف، منذ مارس/آذار 2020.
وفقاً لأرقام فوربس التي استشهدت بها المؤسسة الخيرية، فإن أغنى 10 رجال في العالم هم: إيلون ماسك وجيف بيزوس وبرنارد أرنو وبيل غيتس ولاري إليسون، ولاري بيج وسيرجي برين ومارك زوكربيرغ وستيف بالمر ووارن بافيت.
على الرغم من أن ثرواتهم بشكل جماعي قد زادت من 700 مليار دولار إلى 1.5 تريليون دولار، فإن هناك تبايناً كبيراً بينهم، حيث نمت ثروة ماسك بأكثر من 1000%، بينما ارتفعت ثروة غيتس بنسبة أكثر تواضعاً بلغت 30%.
البيانات التي تعتمد عليها "أوكسفام"
يستند تقرير أوكسفام إلى بيانات من قائمة فوربس للأغنياء من أصحاب المليارات، وتقرير كريدت سويس السنوي للثروة العالمية، والذي يحدد كيفية توزيع الثروة العالمية منذ عام 2000.
كما تستخدم البيانات التي تعدها فوربس قيمة أصول الفرد، خصوصاً الممتلكات والأرض، وتطرح منها الديون، لتحديد ما "يمتلكه" كل شخص. ولا تشمل البيانات الأجور أو الدخل، وفق موقع "بي بي سي".
إذ انتقدت هذه المنهجية في الماضي لأنها تعني على سبيل المثال أن الطالب الذي لديه ديون عالية، ولكن لديه إمكانية تحقيق أرباح مستقبلية عالية، سيعتبر فقيراً وفقاً للمعايير المستخدمة.
تقول أوكسفام أيضاً إنه نظراً لحقيقة ارتفاع الأسعار أثناء الوباء، فقد تم تعديلها وفقاً للتضخم باستخدام مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، الذي يتتبع مدى سرعة زيادة تكلفة المعيشة بمرور الوقت.