كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" أن الجزائر زرعت كاميرات متطورة على طول حدودها مع جارتها المغرب، هذه الكاميرات مخصصة لمراقبة الحدود الغربية من صنع روسي.
ومنذ توتر العلاقات بين الجارتين، تعتبر الأخيرة الحدود بين البلدين منطقة عسكرية دون إعلان ذلك، إذ نشرت صحيفة لرازون الإسبانية مؤخراً صوراً للأقمار الصناعية تؤكد نصب الجزائر لمنصات صواريخ بالقرب من الحدود المغربية.
ونشرت صحيفة "لاراثون" الخميس، 3 نوفمبر/تشرين الثاني صوراً تُظهر نشر عددٍ من منصات الصواريخ قرب الحدود مع المغرب، ولكنها لم تذكر من أين حصلت عليها.
ولم تنفِ كما لم تؤكد الجزائر الخبر، لا سيما أنها كانت قد هدَّدت بالرد على جارتها الغربية؛ إثر تعرض شاحنتين للقصف بمسيرة مغربية في المنطقة التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو خلف الساتر الترابي بالقرب من الحدود الموريتانية.
الجزائر والمغرب.. أزمة الحدود
لم تعد تختلف الحدود الجزائرية المغربية كثيراً عن تلك الحدود المرعبة التي تنسج حولها الحكايات، بين الكوريتين الشمالية والجنوبية.
وربما تصنف الحدود بين الجارتين المغاربيتين أكثر حدود بين دولتين عربيتين حراسة على الإطلاق.
ففي الجانب الجزائري- إضافة إلى مراقبة الحدود من الشمال إلى الجنوب بكاميرات متطورة- تحتل الخنادق مساحة واسعة من الخط الحدودي.
وتنتشر وحدات الجيش الجزائري على معظم النقاط الحدودية، واستعادت مؤخراً بعض الواحات التي كانت تسمح لمغاربة باستغلالها منذ سنوات بعد توتر العلاقات بين البلدين.
وفي الجهة المقابلة نشر الجيش الملكي المغربي قبل أسابيع وفق ما كشف عنه "عربي بوست" قوات الدرك الحربي على طول الحدود الجزائرية.
وذهبت المصادر إلى أن نشر الدرك الحربي جاء بعد صدور بلاغ الرئاسة الجزائرية، والذي هددت من خلاله بالرد على حادث مقتل ثلاثة مواطنيها داخل الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة البوليساريو الانفصالية.
وتتواجد الحدود الجزائرية المغربية في حالة غلق تام منذ أكثر من 25 سنة، ومنعت الجزائر مؤخراً الطيران المغربي المدني والعسكري من التحليق فوق أجوائها، كما أنها قطعت إمدادات الغاز، ورفضت تجديد عقوده مع الجانب المغربي.
ورفعت كل من الجارتين ميزانية الدفاع لديها؛ تحسباً لأي مواجهة عسكرية محتملة، كما اقتنت الرباط لأول مرة منظومات دفاعية متطورة على غرار باتريوت الأمريكية و"vl mika" الفرنسية، ومنظمة دفاع أخرى صينية إضافة إلى منظومة الدفاع الإسرائيلية "بارك-8".
فيما تفاوض الجزائر مورّدها الأساسي للأسلحة روسيا للحصول على منظومة الدفاع "إس-500" وطائرات الشبح ذات الجيل الرابع سو57.
انخفاض التوتر
وصل التوتر بين الجارتين أوجه بعد تعرض شاحنتين جزائريتين للقصف ووفاة ثلاثة أشخاص في مناطق نفوذ جبهة البوليساريو وتهديد الرئاسة الجزائرية بعدم مرور الحادث دون عقاب.
ورغم أن الرباط لم ترد على التهديدات، لكنها تتوقع الأسوأ من جارتها، إذ عزّزت قواتها على الحدود، ونشرت الدرك الحربي الذي يعد من قوات النخبة، ويسبق نشرها بمرحلة واحدة فقط نزول الجيش الملكي إلى الميدان.
وخففت الجزائر والرباط من نبرتي هجماتهما على بعض وكأن هناك اتفاقاً غير معلن بينهما على تخفيض التوتر.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني قد زار الجزائر مؤخراً، وعرض توسطه بين البلدين لحل الأزمة وفق وسائل إعلام جزائرية.
قضية الصحراء وجولة دي مستورا
بدأ المبعوث الأممي للصحراء، ستيفان دي ميستورا منذ الخميس 13 يناير/كانون الثاني 2021 جولته إلى كل من المغرب وجبهة البوليساريو، وبعدها سيزور كلاً من الجزائر وموريتانيا.
وتعود آخر جولة مفاوضات بين المغرب وجبهة "البوليساريو" بشأن النزاع على إقليم الصحراء إلى 2018، ومنذ ذلك الوقت لم يحدث تطور يُذكر منذ ذلك التاريخ.
ويتواجد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستيفان دي مستورا في تندوف للوقوف على وضعية اللاجئين الصحراويين.
وكان دي مستورا قد زار المغرب في بداية جولته المغاربية الأولى بعد تعيينه مبعوثاً "للمينورسو"، في محاولة لتخفيض التوتر في المنطقة وإقناع جبهة البوليساريو والمغرب بالعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 6 سبتمبر/أيلول سنة 1991.
ومن المعروف أن ملف الصحراء هو أصل كل الخلافات بين الجزائر والمغرب وبحله أو إيجاد أرضية اتفاق بين البلدين الرئيسيين في المنطقة يمكن القول بأن التوتر في المغرب العربي قد انتهى نهائياً.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”