عقد قائد "فيلق القدس" الإيراني، إسماعيل قاآني، الإثنين 17 يناير/كانون الثاني 2022، اجتماعاً في العاصمة بغداد مع قادة "الإطار التنسيقي"، الرافضين لنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، في انتظار أن يلتقي بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
يضم الإطار التنسيقي قوى سياسية شيعية تعارض نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي جرت بالعراق في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول، التي أشارت إلى أن إسماعيل قاآني وصل إلى محافظة النجف، الأحد 16 يناير/كانون الثاني، في إطار زيارة رسمية غير معلنة مسبقاً.
الهدف من زيارة قاآني للعراق
إذ قال مصدر سياسي عراقي للأناضول، مفضلاً عدم نشر اسمه، إن إسماعيل قاآني "اجتمع مع قادة الإطار التنسيقي في بغداد، بهدف توحيد المواقف مع التيار الصدري، بشأن تشكيل الحكومة المقبلة".
أضاف المصدر ذاته أن "نتائج الاجتماع سيحملها إسماعيل قاآني إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي من المؤمّل أن يلتقيه اليوم (الإثنين) في محافظة النجف (مقر إقامته) جنوبي البلاد".
بينما لم يصدر تعليق فوري من "الإطار التنسيقي"، الذي أعلن الأحد، أنه قرر تكثيف مباحثاته مع القوى السياسية الأخرى، لاحتواء الأزمة السياسية في البلاد.
يأتي ذلك بينما تسود أجواء التوتر في العراق عقب الانتخابات البرلمانية، وسط اعتراض القوى والفصائل المنضوية ضمن "الإطار التنسيقي" على النتائج بدعوى أنها "مزورة".
فقد تصدرت "الكتلة الصدرية" الانتخابات، بـ 73 مقعداً (من أصل 329 بالبرلمان)، تلاها تحالف "تقدم" بـ37، وائتلاف "دولة القانون" بـ33، ثم الحزب "الديمقراطي الكردستاني" بـ31.
بينما يسعى الصدر لتشكيل حكومة أغلبية بخلاف الدورات السابقة التي شهدت تشكيل حكومات توافقية بين جميع الفائزين بالانتخابات، بينما يطالب "الإطار التنسيقي" بتشكيل جبهة شيعية موحدة مع "الكتلة الصدرية" وتشكيل حكومة توافقية.
تهميش الأحزاب المدعومة من إيران
فيما يقول سياسيون ومسؤولون حكوميون عراقيون ومحللون إن العراق يمكن أن تصبح له، للمرة الأولى منذ سنوات، حكومة تستبعد الأحزاب المدعومة من إيران إذا وفّى بوعده رجل الدين القوي ذو الشعبية الكبيرة مقتدى الصدر الذي اكتسح تياره الانتخابات الأخيرة.
كما يقولون إن خطوات الصدر لتهميش منافسيه الذين تدعمهم طهران منذ وقت طويل تنطوي مع ذلك على المخاطرة بإثارة حفيظة جماعاتهم المدججة بالسلاح، والتي تمثل بعض أقوى الفصائل العسكرية وبعض أكثر الأطراف عداء للولايات المتحدة في العراق، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
فقد ظهرت أقوى إشارة إلى قوة الصدر البرلمانية واستعداده لتجاهل الجماعات الموالية لإيران يوم الأحد عندما أعادت الحركة الصدرية التي يتزعمها، ومعها تحالف برلماني سني والأكراد الميالون للغرب، انتخاب رئيس للبرلمان يعارضه المعسكر المتحالف مع إيران. وتمت إعادة انتخابه بأغلبية مريحة.
سيتعين على البرلمان في الأسابيع المقبلة انتخاب رئيس للبلاد، وسيكلف الرئيس أكبر تحالف في البرلمان بتشكيل حكومة، وهي عملية سيهيمن عليها التيار الصدري.
بينما قال الصدر في بيان أصدره الأسبوع الماضي إنه بسبيله إلى تشكيل "حكومة أغلبية وطنية" وهو التعبير الذي يقول المسؤولون إنه يعني حكومة مكونة من الصدريين والسنة والأكراد لا تضم أياً من الأحزاب المدعومة من إيران.
إذ أبدى مسؤولون في التيار الصدري، شجعهم انتصارهم السهل في البرلمان في الأسبوع الماضي، نفس الثقة التي تحدث بها زعيمهم.