حلفاء أمريكا في الناتو قلقون! وول ستريت جورنال: يخشون أن تقدِّم واشنطن تنازلات لموسكو

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/16 الساعة 11:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/16 الساعة 11:52 بتوقيت غرينتش
من اجتماع حلف الناتو مع روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية/ رويترز

كشفت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية أن هناك قلقاً خلف الكواليس يساور حلفاء أمريكا القريبين جغرافياً من روسيا، من عدة أفكار طرحها المسؤولون الأمريكيون في المباحثات مع نظرائهم الروس قبل مشاطرتها مع الحلفاء.

الصحيفة أوضحت في تقريرها السبت 15 يناير/كانون الثاني 2022، أن ذلك هذا القلق يأتي رغم ما قدمته الولايات المتحدة وحلفاؤها هذا الأسبوع، علناً، كجبهة متحدة في رفض المطالب الروسية باستبعاد توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسحب القوات العسكرية من الجناح الشرقي للحلف.

مخاوف حلفاء أمريكا في الناتو

وفقاً لدبلوماسيين بالناتو، فإنَّ بعض حلفاء أمريكا علموا بشأن فكرة التخفيض المتبادل في حجم ونطاق المناورات العسكرية من وسائل الإعلام.

جرى طرح فكرة تحديد بعض المناطق في البحر الأسود لإخلائها من المناورات لأول مرة حين قدَّمت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، إحاطة للحلفاء في الناتو، يوم الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني، عقب المباحثات مع نظرائها الروس في جنيف يوم الإثنين.

إذ أراد بعض حلفاء أمريكا المزيد من الوضوح بشأن المقترحات الخاصة بمحاولة إعادة فرض قيود على الصواريخ متوسطة المدى. 

فقد انهارت معاهدة تعود إلى زمن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا بخصوص هذه المسائل في عام 2019 بعدما اتهمت واشنطن موسكو بخرق المعاهدة من خلال نشر هذه الأنظمة، التي يمكن أن تستهدف مدناً أوروبية لكن ليس أمريكا.

تقول الولايات المتحدة والناتو إنَّهما لم يُقدِّما مقترحات لروسيا بشأن الأفكار المطروحة. وتقود الولايات المتحدة المباحثات مع روسيا، التي حشدت عشرات الآلاف من الجنود حول أوكرانيا.

كما قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبيرغ، إنَّه ستجري المزيد من المشاورات بين الحلفاء قبل تقديم أي مقترحات أو إبرام أي اتفاقات.

وقال خلال مقابلة: "إذا كان أي شيء سيتحول إلى مقترحات ملموسة، وحتى إلى اتفاقيات ملموسة، فسيُناقَش ذلك بالتفصيل مع الحلفاء. شعرتُ أنَّه جرت بالتأكيد طمأنة الحلفاء".

هل تقدِّم واشنطن تنازلات لموسكو؟

اعترض حلفاء أمريكا في الناتو، خلال اجتماع لـ"مجلس الناتو-روسيا" يوم الأربعاء الماضي، 12 يناير/كانون الثاني، على المطالب الرئيسية الروسية بتقديم ضمانات أمنية واسعة، وعرضوا بدلاً من ذلك إجراء مباحثات بشأن خطوات أكثر محدودية، مثل زيادة الشفافية بشأن الأنشطة العسكرية وضبط التسلح.

يساور بعض الحلفاء القلق من أنَّه في ظل رفض الناتو لمطالب روسيا الرئيسية، فإنَّ الولايات المتحدة قد تسعى لتقديم تنازلات صغيرة لمحاولة استرضاء موسكو.

فقال دبلوماسي أوروبي في الناتو: "الناتو يعرض فُتاتاً. وقد تعرض الولايات المتحدة قطع لحم أكبر، معظمها من الجزء الضعيف من الحيوان، ألا وهو الجناح الشرقي".

هذا وقد زاد الناتو وجوده في الشرق، فأرسل نحو 5 آلاف من القوات إلى بولندا ودول البلطيق، لكنَّ روسيا تملك أفضلية ساحقة. وقال الدبلوماسيون إنَّ مناورات الناتو الكبرى، لاسيما المناورات التي تشهد التدرب على إرسال تعزيزت أمريكية سريعة إلى الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، تطمئن الحلفاء وتردع روسيا، الأمر الذي يجعلهم كارهين لاقتراح تغييرات.

أمريكا تطمئن حلفاءها الغربيين 

من جهتها، تقول الولايات المتحدة إنَّها تعمل عن كثب مع الحلفاء، وتتشاور معهم بصورة متكررة لاستيضاح أرائهم.

إذ قالت السفيرة الأمريكية لدى الناتو، جوليان سميث، للصحفيين يوم الجمعة، 14 يناير/كانون الثاني: "ما كنتُ لأستخدم كلمة تنازلات قط. لا يوجد ما يُقلِقني بشأن ذلك. إنَّنا نكرر كلمة متبادلة كثيراً".

كما أضافت سميث أنَّ بعض الاختلاف في الرأي أمر طبيعي بالنظر إلى حجم التحالف المؤلف من 30 عضواً، لكنَّ الأعضاء متحدون بشأن مواصلة الحوار.

المسؤولة الأمريكية قالت أيضاً: "كان هناك دعم واسع للمشاركة في حوار. هل هناك اختلاف في الرؤى؟ نعم، فكل بلد يجلب تاريخاً مختلفاً إلى الطاولة، وكل طرف يقع في زاوية مختلفة من أوروبا. فالبعض قريب للغاية من روسيا. والبعض يرى أنَّه أبعد كثيراً".

بينما قال ستولتنبيرغ: "يجمع الناتو الحلفاء الأوروبيين على الطاولة. لا شيء بشأنهم يحدث بدونهم، الناتو يكفل ذلك"، وأضاف ستولتنبيرغ أنَّ الناتو يبحث كيفية تعزيز الجناح الشرقي بمزيد من القوات في حال غزت روسيا أوكرانيا.

تحميل المزيد