نشر علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، عبر موقعه الرسمي على الإنترنت، مقطعَ فيديو بالرسوم المتحركة "عالية الدقة"، يتضمن محاكاةً تصوِّر عملية اغتيال للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في غارة جوية إيرانية بطائرة مسيَّرة، في رسالة تهديد فيما يبدو رداً على اغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني.
مقطع الفيديو نُشر في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني على موقع المرشد الأعلى باللغة الفارسية، حسبما قال موقع Middle East Eye البريطاني الخميس 13 يناير/كانون الثاني 2022.
يُظهر ترامب وهو يلعب الغولف في منتجعه بولاية فلوريدا الأمريكية، قبل استهدافه بضربةٍ تشنُّها طائرة مسيَّرة إيرانية، ثأراً لاغتيال قاسم سليماني، القائد العسكري الإيراني، الذي اغتالته الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2020 بأوامر من ترامب.
شهدت الذكرى الثانية لمقتل القائد العسكري الإيراني عدة حوادث انتقامية، منها استيلاء قراصنة، يشتبه في صلاتهم بإيران، على المواقع الإلكترونية لصحيفتي Maariv وThe Jerusalem Post الإسرائيليتين، ونشر رسائل تهديد.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تصدَّت قوات التحالف المدعوم من الولايات المتحدة في العراق لعددٍ من هجمات الطائرات المسيَّرة التي أُطلقت في وقت يتزامن مع الذكرى السنوية لاغتيال سليماني.
"القاتل سيدفع الثمن"
جاء مقطع الفيديو بمثابة تصوير لملصقٍ دعائي إيراني نُشر العام الماضي يدعو إلى الثأر لمقتل سليماني، ويظهر فيه ترامب أيضاً في ملعب للغولف.
ففي خطاب ألقاه إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني، في وقت سابق، قال: "إذا لم يُحاكم ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو محاكمةً عادلة لارتكابهم جريمة اغتيال القائد سليماني، فإن المسلمين سيثأرون لشهيدنا".
وأضاف رئيسي: "المعتدي والقاتل والمذنب الرئيسي يجب محاكمته والاقتصاص منه وفق قواعد القصاص [في الشريعة الإسلامية]، ويجب تنفيذ حكم الله فيه".
ويوجِّه مقطع الفيديو إلى الرسوم التي تصوِّر شخصيات ترامب ورفاقه رسالةَ تهديدٍ نصية مفادها أن "قاتل سليماني ومن أعطى الأمر باغتياله سيدفعان الثمن".
ثم ينتقل الفيديو إلى صورة لتلك الشخصيات المسؤولة عن اغتيال سليماني في مرمى طائرة مسيَّرة مسلحة. وينتهي المقطع بجندي إيراني في أحد مراكز العمليات، حيث تنتشر صور سليماني في جميع أنحاء المكتب، ويبدو أنه يستعد لشنِّ الهجوم.
يأتي ذلك في الوقت الذي تُجري فيه إيران والقوى العالمية حالياً محادثات ترمي إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018.
وفي غضون ذلك، دعا أكثر من 100 نائب جمهوري في مجلس النواب الأمريكي يوم الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني إدارةَ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى الانسحاب من المفاوضات الجارية في فيينا بالنمسا، استناداً إلى ما وصفوه بـ"استفزازات نووية إيرانية متزايدة".