رفض حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية جافين نيوسوم الخميس 13 يناير/كانون الثاني 2022، الإفراج المشروط عن سرحان سرحان، اللاجئ الفلسطيني الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة لاغتياله المرشح الرئاسي روبرت كنيدي عام 1968.
جاء إعلان نيوسوم بعد أن أوصى مجلس مراجعة في كاليفورنيا في أغسطس/آب 2022 بالإفراج المشروط عن سرحان، على أن يخضع القرار للمراجعة من قبل الموظفين القانونيين بالمجلس ومن الحاكم نفسه.
يشار إلى أنه سبق أن تم رفض الإفراج المشروط عن سرحان 15 مرة.
من جانبه، قال نيوسوم توضيحاً لقراره في مقال للرأي بصحيفة لوس أنجليس تايمز، إنه لا يتفق مع استنتاج مجلس الإفراج المشروط بأن سرحان (77 عاماً) مؤهل للإفراج المشروط.
وكتب نيوسوم: "بعد مراجعة القضية بعناية، بما في ذلك سجلات أرشيف ولاية كاليفورنيا، قررت أن سرحان لم يكتسب المسؤولية والبصيرة اللازمتين لدعم إطلاق سراحه الآمن في المجتمع".
قرار سياسي
فيما لمحت محامية سرحان، أنجيلا بيري، في بيان مكتوب إلى أن نيوسوم أذعن لاعتبارات سياسية في رفضه الإفراج عن موكلها.
وقالت بيري: "في حين أنني أدرك أن الإفراج عن سرحان يضع الحاكم نيوسوم أمام حسابات سياسية صعبة، إلا أن القرار القانوني بالإفراج عنه واضح ومباشر. نحن على ثقة في أن المراجعة القضائية لقرار الحاكم ستظهر أنه قد أخطأ".
وأدين سرحان بقتل كنيدي (42 عاماً) بالرصاص في فندق أمباسادور في لوس أنجليس في 5 يونيو/حزيران 1968.
ووقع إطلاق النار بعد دقائق من إلقاء السناتور والمدعي العام السابق خطاب النصر بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا. وتوفي كنيدي في اليوم التالي. واغتيل شقيق كنيدي الأكبر الرئيس جون كنيدي في دالاس عام 1963.
وقال سرحان إنه لا يتذكر مقتل روبرت كنيدي رغم أنه قال أيضاً إنه أطلق النار عليه لأنه كان غاضباً من دعمه لإسرائيل.
من جانبها، قالت أرملة كنيدي، إثيل (93 عاماً)، وستة من أبنائها الذين انضموا إليها في معارضة العفو المشروط، في بيان مشترك إنهم يشعرون "بارتياح شديد" لقرار نيوسوم.
فيما ذكرت صحيفة لوس أنجليس تايمز أن اثنين آخرين من أبناء روبرت وإثيل التسعة الذين لا يزالون على قيد الحياة، قد أيدوا الإفراج المشروط عن سرحان.
وحُكم على سرحان بالإعدام في عام 1969، لكن تم تخفيف عقوبته إلى السجن مدى الحياة بعد أن حظرت كاليفورنيا عقوبة الإعدام.
التباس في القضية
كان بول شراد (91 عاماً) أحد أصدقاء عائلة كنيدي أصيب خلال إطلاق النار، قد قال في إفادته إنه يعتقد أنه أصيب برصاصة أطلقها سرحان، لكنه أكد أنه كان هناك مهاجم آخر مسؤول عن اغتيال روبرت كنيدي.
الأسوشيتد برس نقلت أن شراد سامح سرحان أثناء جلسة الاستماع واعتذر له لأنه لم يقم بالمزيد من الجهد لإطلاق سراحه، إذ قال حرفياً خلال الجلسة: "كان يجب أن أكون هنا منذ وقت طويل؛ ولهذا أشعر بالذنب لأني لم أتواجد هنا لأساعدك وأساعد نفسي".
وكانت هذه هي أول مرة يلتقي فيها شراد مع سرحان منذ شهد في المحاكمة عام 1969، واعتذر شراد لأنه لم يذهب إلى أي من جلسات العفو الـ14 السابقة.
كان شراد قد قال خلال نفس الجلسة إنه يعتقد أن سرحان هو من أطلق النار عليه، إلا أن شخصاً آخر هو من قتل كنيدي، فواقع أن كنيدي أصيب من الخلف دفع شراد إلى التأكيد مراراً أن سرحان أطلق النار في ذلك المساء، ولكن كنيدي قُتل برصاصات من مسدس آخر.
وكان شراد قد قال في تصريحٍ قبل الجلسة إن "شرطة لوس أنجلوس عرفوا بعد الحادث بساعتين فقط أن مطلق الرصاص على كنيدي كان شخصاً آخر، وكانت لديهم أدلةٌ دامغة أن سرحان بشارة سرحان لم يكن يستطيع أن يطلق النار من تلك الزاوية ولم يفعل".
فالتقرير الرسمي يُظهر عدم وجود شاهد واحد أو أي دليل مادي يثبت أن سرحان هو من أطلق النار على روبرت كنيدي. وأن الأدلة التي لم يُكشف عنها منذ 20 عاماً تثبت أن الشرطة دمرت بعض الأدلة الملموسة وخبأت بعض الأدلة التي تُثبت براءة سرحان، مثلما خبأت أدلةً قاطعة بأن شخصاً مسلحاً آخر هو من أصاب كنيدي في مقتل.