يسود توتر في الساحة السياسية الإسرائيلية في ظل الحديث عن صفقة تتبلور بين رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو والنيابة العامة حول ملفات الفساد المتهم فيها قد تدفعه للخروج من الحياة السياسية، وهو ما قد يترك أثراً كبيراً على حكومة بينيت – لابيد، التي يرى كثيرون أن وجود نتنياهو هو الدافع السياسي لصمودها "الهش"، حسبما ذكرت صحف إسرائيلية الجمعة 14 يناير/كانون الثاني 2022.
صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية قالت إن زعيم الليكود بنيامين نتنياهو والنائب العام أفيخاي ماندلبليت يقتربان من التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يجعل رئيس الوزراء السابق يغادر السياسة.
وفقاً للتقارير، فإنَّ نتنياهو، رئيس الحكومة السابق، ورئيس المعارضة حالياً، سيغادر الكنيست مقابل إغلاق القضية رقم 2000 وتهمة الرشوة في القضية رقم 4000.
في المقابل، يُقرّ نتنياهو بالذنب في التهم المتبقية بالاحتيال وخيانة الأمانة، وسيتلقى عقوبة خدمة المجتمع دون قضاء وقت في السجن.
زلزال سياسي
بحسب الصحيفة، فإن استقالة نتنياهو من شأنها إحداث زلزال سياسي في إسرائيل، حيث ستؤدي على الأرجح إلى انهيار التحالف الحالي بقيادة نفتالي بينيت.
حيث تتحسب جهات في الحكومة من احتمال أن يؤدي تنحي نتنياهو، واستقالته من عضوية الكنيست بحال اتفاق بينه وبين النيابة، إلى تغيّر المصالح السياسية الحزبية، الأمر الذي من شأنه أن يضع مصاعب أمام استمرار ولاية الحكومة، المؤلفة من أحزاب اليمين والوسط واليسار الصهيوني.
تشير تقديرات إلى أن تنحي نتنياهو قد يجعل أحزاب اليمين في الحكومة تفضّل تشكيل حكومة جديدة مع حزب الليكود أو الأحزاب الحريدية، بحيث لا تشارك فيها أحزاب مثل العمل وميرتس والقائمة الموحدة.
إلا أن مصدراً رفيعاً في الحكومة قال لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه "لا توجد مصلحة لدى أي أحد بالتوجه إلى انتخابات. ولا أرى وضعاً تكون فيه حكومة أخرى في دورة الكنيست الحالية". لكن من حيث المبدأ، بالإمكان تشكيل حكومة جديدة خلال دورة الكنيست الحالية ومن دون التوجه إلى انتخابات.
ملفات فساد
قناة N12 الإسرائيلية، قالت إنَّ المفاوضات بين الجانبين واجهت عقبة بشأن مسألة موعد انسحاب نتنياهو من الكنيست، وما إذا كان سيحدث ذلك قبل إدانته بموجب صفقة الإقرار بالذنب أم بعد ذلك؛ لأنَّ فعل ذلك سيؤثر في مسألة ما إذا كانت إدانته من شأنها منع قدرته على الترشح في انتخابات مقبلة.
وأُبلِغَت عن المحادثات بين فريق الدفاع عن نتنياهو والادعاء لأول مرة في صحيفة Maariv، ويُقَال إنها مستمرة منذ عدة أسابيع. وتكهنت القناة N12 بإمكانية توقيع الصفقة خلال أيام.
بحسب التقارير، بدأ نتنياهو المفاوضات انطلاقاً من الاعتقاد بأنَّ ماندلبليت، الذي سيتنحى عن منصبه في بداية الشهر المقبل، مهتم بإنهاء فترة عمله في منصب المدعي العام "بسجل نظيف".
من جانبه، يأمل رئيس الوزراء السابق في إمكانية استغلال هذه الفرصة القصيرة للتفاوض على صفقة إقرار بالذنب مناسبة لنفسه، وفقاً للتقرير.
وصدرت بحق نتنياهو لائحة اتهام بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وبدأت المراحل الأولى لمحاكمة نتنياهو في يناير/كانون الثاني ومايو/أيار 2020، ثم بدأت مرحلة الشهود في أبريل/نيسان 2020.
وحتى بعد انتهاء القضية رقم 4000، سيقضي الادعاء أيضاً وقتاً طويلاً في تقديم الحُجج ضد نتنياهو في القضية رقم 1000 "قضية هدايا غير قانونية"، وقضية رقم 2000 التي تشمل الصحيفتين Yediot Aharonot وIsrael Hayom "محاولة رشوة إعلامية".