كشف وزير الخارجية الصومالي السابق، محمد عبد الرزاق، الخميس 13 يناير/كانون الثاني 2022، أن الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، طلب منه إبلاغ السلطات المصرية رفضهم نقل شحنة مساعدات طبية كانت مخصصة لمكافحة "كوفيد-19" تبرعت بها جامعة الدول العربية؛ وذلك من أجل إرضاء الرئيس الإثيوبي آبي أحمد.
حيث قال، في تصريحات متلفزة، إن المساعدات الطبية كان مقرراً أن يتم نقلها على متن طائرة عسكرية مصرية من طراز C-130 إلى الصومال، لكن فرماجو طلب ضرورة إحضار تلك الإمدادات الطبية في طائرات أخرى غير عسكرية.
فيما أضاف عبد الرزاق أنه حينما سأل عن الهدف من هذا الأمر، أخبروه بأن إثيوبيا تعترض على هذه الخطوة التي أثارت استعرابه.
كما تساءل الوزير السابق: "هل يمكن لصومالي أن يتصور أن تُؤمر بالاتصال مع مصر؛ لإبلاغها أننا لا نريد نقل المساعدات الطبية على متن طائرة عسكرية؟".
في حين عبّر عن استغرابه ما وصفه بالتدخل الإثيوبي في شؤون بلاده بهذا الشكل، واستخدامهاالصومال في تحقيق مصالحها السياسية.
وذكرت تقارير إخبارية محسوبة على المعارضة الصومالية، أن هذه الواقعة تكشف مدى تأثير إثيوبيا على السياسة الخارجية الصومالية في عهد حكم فرماجو الذي يرتبط بعلاقات قوية مع آبي أحمد.
توتر سياسي كبير
يأتي ذلك في ظل توتر سياسي كبير بين مصر وإثيوبيا على خلفية الأزمة بينهما، بسبب الخلافات المتواصلة بشأن قضية "سد النهضة" المثير للجدل.
كان إلياس شيخ عمر، سفير الصومال لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، قد أعلن، مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن وصول منحة من المساعدات المقدمة من مصر وجامعة الدول العربية إلى الصومال.
آنذاك قال السفير الصومالي، في تصريح له عقب وصول طائرات المساعدات إلى مقديشيو، إن هذه منحة طبية مقدمة من جامعة الدول العربية بقرار من مجلس وزراء الصحة العرب ومخصصة لوزارة الصحة الصومالية؛ لدعم جهودها في مجال مكافحة وباء كورونا، مثمناً الدعم الذي تقدمه الجامعة العربية لحكومة وشعب الصومال.
لكن لم يتبين ما إذا كانت تلك المساعدات قد جرى نقلها بطائرات عسكرية أم مدنية.
كما أكد وزير خارجية الصومال السابق أن آبي أحمد طلب فيما بعد، إقالته من منصبه، لأنه "متزوج بسيدة مصرية"، وفق قوله.
بخلاف ذلك، قال إن النظام الصومالي رفض أيضاً عرضاً من مصر لتدريب القوات الصومالية، وأن تأخذ مصر دوراً رئيسياً في تعافي الصومال، لكنه لم يحدد تفاصيل أكثر حول طبيعة الدور الذي كانت تطمح إليه مصر في بلاده.
جدير بالذكر أن فرماجو كان قد أنهى سابقاً مشروعاً كانت بموجبه تقدم مصر خدمات تعليمية مجانية لبعض الطلبة الصوماليين.
يشار إلى أن العلاقات الثنائية بين إثيوبيا والصومال تعد إيجابية في الوقت الراهن، خاصةً أن لهما تاريخاً حافلاً ومشتركاً؛ لاشتراكهما بحدود برية طويلة نسبياً.
بينما كان من ملامح تلك العلاقات بين البلدين وقوع عدد من الصراعات العسكرية خلال الفترة المعاصرة.