كشف جهاز أمن الدولة الأوكراني، الجمعة 14 يناير/كانون الثاني 2022، أنه رصد بعض الدلائل على أن الهجوم الإلكتروني الأخير على الشبكة الحكومية الأوكرانية مرتبط بمجموعات قراصنة ذات صلة بأجهزة المخابرات الروسية.
فقد ضرب الهجوم الإلكتروني الضخم نحو 70 موقعاً، مساء الخميس، برسالة تحذير تقول للأوكرانيين: "عليكم أن تخافوا وتتوقعوا الأسوأ"، فيما جعل من المستحيل الوصول لبعض هذه المواقع صباح الجمعة ودفع كييف إلى فتح تحقيق.
جهاز أمن الدولة قال في بيان: "جرى توثيق جميع تفاصيل الحادث في إطار الإجراءات الجنائية التي تم فتحها في السابق".
كما أكد أنه "في هذه اللحظة، يمكننا القول إن هناك بعض العلامات التي تدل على تورط مجموعات قراصنة مرتبطة بالأجهزة الخاصة في الاتحاد الروسي".
في الجهة المقابلة، نفت موسكو أنها وراء هذه التحذيرات رغم أنها حشدت أكثر من مئة ألف جندي على حدود جارتها، ونشرت صوراً، الجمعة، لتحريك مزيد من القوات.
فقد وقع الهجوم الإلكتروني بعد ساعات من اختتام محادثات أمنية، الخميس 13 يناير/كانون الثاني، بين روسيا والحلفاء الغربيين دون تحقيق انفراجة.
واشنطن: موسكو تبحث عن ذريعة لشن حرب
الولايات المتحدة قالت إنها تخشى أن تكون روسيا في مرحلة البحث عن ذريعة لغزو أوكرانيا إذا أخفقت الدبلوماسية في تحقيق أهداف موسكو.
فقد صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، بأن الولايات المتحدة تخشى أن تكون روسيا في مرحلة الإعداد لهجوم عسكري جديد محتمل على الدولة التي غزتها في عام 2014.
صرحت ساكي في المناسبة نفسها، قائلة: "في إطار خططها، تسعى روسيا… لاختلاق ذريعة للغزو، بما في ذلك من خلال أنشطة تخريبية وعمليات إعلامية عبر اتهام أوكرانيا بالاستعداد لهجوم وشيك على القوات الروسية في شرق أوكرانيا".
المسؤولة الأمريكية أوضحت أن الولايات المتحدة لديها معلومات تشير إلى أن روسيا نشرت بالفعل مجموعة من العملاء لتنفيذ "عملية تضليل" في شرق أوكرانيا.
روسيا تكذّب
إذ نفت موسكو أنها وراء هذه التحذيرات رغم أنها حشدت أكثر من مئة ألف جندي على حدود جارتها، ونشرت صوراً، اليوم الجمعة، لتحريك مزيد من القوات.
وكالة تاس للأنباء قالت إن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، استنكر مثل هذه التقارير قائلاً إنها مبنية على معلومات "لا أساس لها".
كذلك، تنفي روسيا التخطيط لمهاجمة أوكرانيا، لكنها تقول إنها يمكن أن تتخذ إجراء عسكرياً لم تحدده، ما لم تُقبل مطالب قدمتها تتضمن وعداً بعدم قبول كييف عضواً في حلف شمال الأطلسي.
وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، صرح الجمعة بأن روسيا تأمل استئناف المحادثات الأمنية مع الولايات المتحدة، لكن هذا يعتمد على رد واشنطن على مطالبها.
كما أضاف: "لن نقبل مطلقاً ظهور حلف شمال الأطلسي على حدودنا مباشرة، خاصة في ضوء النهج الراهن للقيادة الأوكرانية".
لما سئل عما تقصده موسكو بالتهديد، هذا الأسبوع، باتخاذ "إجراء فني عسكري"، رد لافروف بأنها "إجراءات لنشر معدات عسكرية، هذا واضح. عندما نتخذ قرارات بمعدات عسكرية فإننا ندرك ما نعنيه وما نستعد له".
خطر قادم وعواقب وخيمة على أوروبا
أظهرت صور من وزارة الدفاع الروسية، نشرتها وكالة الإعلام الروسية، عربات مدرعة وعتاداً عسكرياً آخر يجري شحنه على قطارات في أقصى شرقي روسيا فيما وصفته روسيا "بتدريب على القيام بعمليات انتشار بعيدة المدى".
كما أجبر الحشد العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا الولايات المتحدة وحلفاءها على الجلوس إلى مائدة التفاوض.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، للصحفيين: "خطر الغزو العسكري كبير".
كما أضاف: "لم يتم تحديد أي مواعيد لأي محادثات أخرى. يجب أن نتشاور مع الحلفاء والشركاء أولاً".
في وقت سابق، قال وزير خارجية بولندا زبيجنيف راو، أمام المنتدى الأمني الذي يضم 57 دولة: "يبدو أن خطر الحرب بمنطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الآن أكبر منه في أي وقت خلال الأعوام الثلاثين الماضية".
وهي التصريحات التي سلطت الضوء على مدى القلق الأوروبي بشأن حشد روسيا قرابة 100 ألف جندي قرب حدودها مع أوكرانيا.
راو أكد أنه لم تحدث انفراجة في اجتماع فيينا، الذي جاء عقب محادثات بين روسيا والولايات المتحدة في جنيف يوم الإثنين، واجتماع بين روسيا وحلف الأطلسي في بروكسل يوم الأربعاء.