كشفت وكالة The Associated Press الأمريكية، الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022، عن استضافة حزب الله مؤتمراً لشخصيات معارضة سعودية في معقله جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، وهو ما وصفته الوكالة الأمريكية بـ"لفتة تحدٍّ" من المؤكد أنها ستستفز المملكة الغنية بالنفط.
وحضر المؤتمر شخصيات معارضة سعودية، وأعضاء من جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، وكان الهدف المفترض من التجمع هو إحياء ذكرى رجل الدين الشيعي السعودي البارز، نمر النمر، الذي أعدمته السعودية في يناير/كانون الثاني 2016 ضمن عملية إعدام جماعية شملت 46 شخصاً آخر ممن اتهمتهم في قضايا تتعلق بالإرهاب.
اقرأ أيضاً
مؤتمر للمعارضة السعودية في لبنان!
فيما شملت قائمة الحاضرين للمؤتمر شخصيات معارضة سعودية لا تتمتع بشهرة كبيرة، مثل فؤاد إبراهيم وعباس صادق وحمزة الحسن والشيخ جاسم المحمد علي، الذي انتقد العائلة المالكة السعودية انتقادات لاذعة لإقدامها على إعدام النمر.
وفي كلمة ألقاها هاشم صفي الدين، القيادي البارز في حزب الله، خلال المؤتمر، قال إن على السعودية أن توقف ما سماه بسياسة "التنمر" على الآخرين، وكذلك تدخلها في الشؤون الداخلية اللبنانية.
أضافت الوكالة أنه ما إن مرت دقائق على انتهاء صفي الدين من خطابه، حتى نشر وليد بخاري، السفير السعودي في لبنان، تغريدةً على موقع تويتر، قال فيها: "الحقيقة الساطعة… هي استعلاء حزب الله الإرهابي على منطق الدولة وفشل خياراته السياسية".
تابع صفي الدين في الكلمة التي ألقاها: "نريد أفضل العلاقات مع السعودية، لكن عليها أن توقف سياسة التنمر في المنطقة. فأولئك الذين يستهدفوننا سنردُّ عليهم".
فيما قال علي هاشم، وهو معارض سعودي مقيم في بيروت، لوكالة The Associated Press: "نحن نحيي ذكرى النمر كل عام، وهذا العام أقمنا الفعالية في لبنان". وأضاف هاشم أن وجوده في لبنان يمنحه الحرية في إبداء رأيه، مشيراً إلى أن تصريحاته لا تنتهك القوانين اللبنانية، ورداً على سؤال حول هدف المعارضة، قال هاشم: "إسقاط النظام السعودي".
اقرأ أيضاً
أزمة دبلوماسية بين لبنان والسعودية
ويأتي هذا على وقع ارتفاع منسوب التوتر بين الرياض والحزب، مؤخراً، إذ حثّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، القيادات اللبنانية على "إيقاف هيمنة حزب الله الإرهابي"، من جانبه اتهم سفير الرياض بلبنان وليد بخاري، الخميس، "حزب الله" بـ"تهديد" الأمن القومي العربي.
فيما تحاول الحكومة اللبنانية إصلاح العلاقات مع السعودية، لا سيما بعد أن شهدت تدهوراً جديداً في أكتوبر/تشرين الأول عندما استدعت المملكة سفيرها من بيروت وحظرت جميع الواردات اللبنانية.
وكانت السعودية قررت سحب سفيرها وحظر الواردات اللبنانية بعد تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، الذي قال في مقابلة تلفزيونية إن الحرب في اليمن حرب عبثية، ووصفها بأنها عدوان شنَّه التحالف الذي تقوده السعودية.
وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول، استقال قرداحي من منصبه، لكن الخطوة لم تخفِّف توترَ العلاقات واستمرت الحرب الكلامية بين حزب الله والمسؤولين السعوديين، ونأى رئيس الوزراء اللبناني وكذلك الرئيس ميشال عون، الحليف السياسي لحزب الله، بنفسيهما عن الهجمات الكلامية التي يشنها قادة حزب الله على المملكة.
وفي أكثر من مرة قالت الحكومة اللبنانية إن "تصريحات حزب الله لا تمثل موقفها"، فيما أكد وزير الداخلية بسام مولوي، الثلاثاء، أنه "لا يجب أن يكون لبنان منطلقاَ للإساءة لأي دولة عربية".