قالت المحكمة العليا في الهند، الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022، إنها ستنظر في عريضة قانونية تطالب بمحاكمة عدد من الزعماء الدينيين الهندوس الذين ألقوا خطابات تحريضية ضد المسلمين في اجتماع مغلق، وذلك خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2021.
فوفقاً لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، قال ثلاثة من قضاة المحكمة العليا إنهم أصدروا إشعاراً إلى حكومة ولاية أوتاراخند لإبلاغهم بأنهم سيحققون في القضية التي أثارت الجدل في البلاد الأيام القليلة الماضية.
دعوات لارتكاب إبادة جماعية ضد المسلمين في الهند
يأتي التطور الخاص بتحرك القضاء في الهند، بعد أسابيع من دعوات وجهها زعماء دينيون هندوس، خلال اجتماع في بلدة "هاريدوار" المقدسة بولاية أوتاراخند، في ديسمبر/كانون الأول 2021، إلى تسليح أنفسهم لارتكاب "إبادة جماعية" ضد المسلمين، وفقاً لمذكرة اتهام قدمتها الشرطة.
من جانبها قالت الشرطة، في المذكرة، إنها تستجوب حالياً المشتبه بهم، لكن لم يتم القبض على أحد.
جدير بالذكر أن ولاية أوتاراخند تقع تحت حكم حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي، بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، والذي أدى صعوده إلى السلطة عام 2014، وإعادة انتخابه بأغلبية ساحقة في 2019، إلى تصاعد الهجمات ضد المسلمين والأقليات الأخرى.
في حين يشكل المسلمون ما يقرب من 14% من سكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
حسبما كشف موقع "بار أند بنتش"، البوابة الإلكترونية للأخبار القانونية في الهند، فإن العريضة الخاصة بطلب التحقيق في دعوات قتل المسلمين قدمتها القاضية المتقاعدة أنجانا براكاش
تهديد خطير بحق المسلمين
موقع "بار أند بنتش"، نقل كذلك عن براكاش قولها إن الخطابات التي ألقيت في اجتماع القادة الدينيين الهندوس "تشكل تهديداً خطيراً" ليس فقط لوحدة وسلامة الهند، ولكن أيضاً "تعرض حياة الملايين من المواطنين المسلمين للخطر".
جدير بالذكر أنه في ديسمبر/كانون الأول 2021، ألقت الشرطة الهندية القبض على الزعيم الهندوسي كاليشاران مهراج، بدعوى إلقائه خطاباً مهيناً ضد زعيم الاستقلال الهندي المهاتما غاندي والثناء على قاتله.
حيث قُبض على مهراج بولاية ماديا براديش وسط البلاد، بدعوى الترويج للكراهية بين الجماعات الدينية.
يذكر أن المهاتما غاندي قُتل برصاص متطرف هندوسي أثناء اجتماع للصلاة في العاصمة الهندية عام 1948، بسبب تعاطفه مع المسلمين أثناء تقسيم شبه القارة الهندية من قبل المستعمرين البريطانيين في عام 1947 إلى الهند العلمانية وباكستان الإسلامية.
استمرار الانتهاكات بحق المسلمين
الانتهاكات التي تطال المسلمين في الهند لم تتوقف عند دعوات إبادتهم من جانب دعاة دينيين هنود، بل تزامن ذلك مع انتشار انتهاكات أخرى بحق المسلمات في الهند.
فقد اضطرت السلطات إلى فتح التحقيق حول إدراج مئات النساء المسلمات في تطبيق "مزاد"، باستخدام صور مأخوذة من حساباتهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون إذنهن.
حيث سجلت شرطة دلهي دعوى بعد تلقيها شكوى من الصحفية عصمت آرا، واسمها مدرج أيضاً في تطبيق يدعى "Bulli Bai"، وتم تحميل مئات الصور لنساء مسلمات على التطبيق عبر موقع تطوير البرمجيات المفتوح "GitHub"، وطُلب من المستخدمين المشاركة في "مزاد".
من جانبه قال وزير المعلومات والتكنولوجيا أشويني فايشناو، في تغريدة عبر تويتر، إن "الحساب تم حظره من قبل موقع GitHub وفريق الاستجابة للطوارئ الحاسوبية (CERT)، وتقوم السلطات الأمنية بتنسيق المزيد من الإجراءات".
فيما أعرب العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن دعمهم للنساء المستهدفات، مؤكدين أن الهدف من ذلك هو التسبب في معاناة جسدية وعقلية لهن، ويرى الكثيرون أن الأشخاص الذين يقفون وراء مثل هذه التطبيقات هم من الجماعات اليمينية.