باستخدام وكلاء نافذين وشبكات واسعة.. كوريا الجنوبية تسعى لاقتحام الصناعات الدفاعية السعودية

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/11 الساعة 21:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/11 الساعة 21:58 بتوقيت غرينتش
صواريخ نظام باتريوت الدفاعي - رويترز

تبدي كوريا الجنوبية رغبة كبيرة في اقتحام السوق العسكرية السعودية، وإبرام صفقات مع الرياض من أجل تعزيز صناعاتها الدفاعية، إذ تحاول العديد من الشركات الصناعية الكورية تقديم مشروعاتها خلال معرض الدفاع العالمي الذي تستضيفه الرياض مطلع مارس/آذار وبعضها مشروعاتٌ متقدمة للغاية، وذلك وفق ما جاء في تقرير لموقع Intelligence Online الفرنسي، الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022.

فقد كانت شركة Korea Defense Industry Association الكورية من أوائل الشركات التي أعلنت مشاركتها في المعرض، إلى جانب شركة Norinco الصينية، كما ينوي أعضاؤها تحقيق الاستفادة الكاملة من حماستهم. 

رغم أنّه من المستبعد أن تتمكن شركة Korea Aerospace Industries من بيع مقاتلاتها الهجومية الخفيفة FA-50 للرياض، لكن شركة Hanwha Defense تعتمد على السوق السعودية بشكلٍ كبير، حيث بنت الشركة الدفاعية الكورية الجنوبية لنفسها شبكةً قوية، وتأمل أن تحصل على طلبات لشراء أنظمة دفاعها الجوي Biho II.

شبكاتٌ متداخلة

لمساعدتها في إبرام بعض الصفقات، استحوذت شركة Hanwha على شركة Science Technology for Investment and Industry Development أو STII السعودية في العام الماضي. 

إذ كانت الشركة السعودية تحظى بسمعةٍ قوية لكونها وكيلاً لمجموعات الدفاع الأجنبية في الرياض، بعد أن أسسها الشريكان ناصر الماضي وعبد المجيد آل شيخ. 

كما تستفيد الشركة من قربها إلى أحمد الخطيب رئيس الشركة السعودية للصناعات العسكرية (سامي) المُعيّن من ولي العهد محمد بن سلمان.

وسامي هي الكيان المسؤول عن إبرام الشراكات الصناعية مع المجموعات الدفاعية الأجنبية. 

ففي منتصف أكتوبر/تشرين الأول، قامت إحدى فرق سامي بزيارة كوريا الجنوبية على هامش معرض سول الدولي للفضاء والدفاع، حيث التقوا مع ممثلي مجموعات الدفاع الكبرى في البلاد، ومنها Hanwha.

إلى جانب ذلك، وقَّعت الأخيرة على مذكرة تفاهم مع سامي في عام 2019، مع رؤيةٍ لم تتحقّق بعد لتدشين مشروعٍ مشترك محلي.

كما فعلت في فرنسا، عيَّنت STII الملحق العسكري السابق في السفارة السعودية بكوريا يونغ بوك كيم مستشاراً لها. 

إذ كان يونغ مستشاراً سابقاً لشركة الإسناد للتجهيزات العسكرية، التابعة لمجموعة الجابرين التي تُعتبر من أقدم الموردين للقوات المسلحة السعودية.

 كما كان مستشاراً لشركة تصنيع المركبات المدرعة Doosan DST، التي اشترتها Hanwha Defense عام 2016 ضمن مساعيها لدخول سوق الخليج.

 علاوةً على المصالح الاستخباراتية المهمة بين كوريا والسعودية: حيث تُقدم سول معلومات حول أنشطة كوريا الشمالية في الشرق الأوسط، خاصةً في ما يتعلّق بالمساعدات المقدمة لإيران أو الحوثيين في اليمن.

منذ عام 2009، ارتبط اسم Hanwha سراً بعشيرة الزامل، المقربة من عشيرة الملك سلمان بن عبد العزيز، وذلك من خلال مشروعٍ مشترك مع الشركة السعودية للمنتجات المتخصصة (وهج). ويدعم آل الزامل غالبية الشركات الخاصة التي يُؤسسها أبناء سلمان، مثل جدوى للاستثمار.

ويُشرف على هذه العلاقة الاستراتيجية من الجانب السعودي اللواء عبد الرحمن الحربي، الملحق العسكري السعودي السابق في سول.

سول تضع عينيها على الطاقة النووية والإنشاءات

إلى جانب الصناعات الدفاعية، تشق سول لنفسها طريقاً داخل قطاع الإنشاءات السعودي، الذي يتضمن مشروعات ضخمة لولي العهد محمد بن سلمان. وبعض هذه المشروعات يقربها كثيراً من السلطات.

 إذ تُشارك المجموعة الهندسية الكورية Hanmi Global حالياً، من خلال مشروعها المحلي المشترك Al Akaria Hanmi (إدارة)، في العديد من مشروعات بناء المقرات ومراكز البيانات لصالح رئاسة أمن الدولة.

لكن سول تأمل قبل كل شيء في الاستفادة من التطوير المحتمل للقطاع النووي المدني. إذ قضت شركة Korea Electric Power Corp الكورية الشهور الماضية في التواصل مع الرياض باستخدام نفس الفريق الذي نجح في التفاوض مع سلطات أبوظبي ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية عام 2009، وحصل على عقد بناء محطة براكة للطاقة النووية. ويمثل الشركة الكورية في السعودية شركة خالد سيار العنزي وشركاه المحدودة.

في حين بدأت الأخبار القادمة من الرياض حول المسألة تنقطع خلال الأشهر الماضية، رغم العديد من الإعلانات الواعدة حول طموحاتها المرتبطة بالطاقة النووية، ورغم ارتفاع عدد الاتفاقيات والدراسات مع سول في عامي 2019 و2020.

إذ لم يعُد يُشار إلى الطاقة النووية باعتبارها من مصادر الطاقة التي تُخطط الحكومة لاستخدامها على المدى المتوسط. وقبل كل شيء، فإنّ تطوراً من هذا النوع سيتطلب الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة بموجب "اتفاقية المادة 123″، نظراً للعدد الكبير من التقنيات الخاضعة للسيطرة الأمريكية والتي تستخدمها الشركة الكورية في تصنيع المفاعلات.

 حيث يجب أن تُمرّر الصفقة في الكونغرس الأمريكي، وهو الأمر الذي يبدو مستبعداً في الوقت الراهن، خاصةً بالنظر إلى تعاون السعودية النووي مؤخراً مع شريك آسيوي آخر: الصين.

تحميل المزيد