كشف الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022، أن 11 من جنوده انتحروا خلال العام الماضي، وذلك ضمن أحداث مأساوية لجنود الاحتلال في 2021.
جاء ذلك وفق بيانات أصدرتها مديرية القوى العاملة بالجيش لملخص عام 2021، ونشرتها صحيفة "يسرائيل هيوم".
حيث شهد العام المنصرم إجمالاً، مقتل 31 جندياً بالجيش الإسرائيلي لأسباب مختلفة، بما في ذلك النشاط العملياتي والحوادث والانتحار والمرض، وفق المصدر ذاته.
فيما لقي 10 جنود مصرعهم في حوادث طرق أثناء تواجدهم خارج قواعد الجيش، وتوفي ستة جنود بسبب المرض، ولقي جنديان مصرعهما في حوادث أخرى لم تتضح ملابساتها.
كما قُتل جندي إسرائيلي، بعدما أطلق زميل له النار عليه عن طريق الخطأ، فيما سقط آخر بصاروخ مضاد للدبابات أطلق عليه من قطاع غزة خلال العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على القطاع في مايو/أيار الماضي.
كان على رأس القتلى من الجيش الإسرائيلي، القناص بارئيل شموئيلي، الذي قُتل على حدود قطاع غزة.
بحسب المعطيات، سقط العدد الأكبر من قتلى الجيش الإسرائيلي خلال 2021 نتيجة الانتحار، بواقع 11 جندياً، ثلاثة منهم من أبناء الجالية الإثيوبية (بلغ تعدادها في إسرائيل حتى نهاية 2017 نحو 148 ألفاً).
بخلاف ذلك، أصيب خلال العام الماضي 67 جندياً، مقارنة بـ41 جندياً خلال العام 2020، و35 في العام 2019، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن معظم الزيادات في الإصابات في العام الماضي تعود لأسباب مرضية، خاصة بسبب جائحة كورونا.
ظاهرة الانتحار
يشار إلى أنه في عام 2020 لقي 28 جندياً إسرائيلياً مصرعهم لأسباب مختلفة، من بينهم 9 أقدموا على الانتحار.
جدير بالذكر أنه بعد حرب العصف المأكول عام 2014 أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع حالات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين خلال العام ذاته، حيث انتحر حينها 15 جندياً، وهو العدد الذي يزيد قليلاً عن الضعف مقارنة بعدد حالات الانتحار في عام 2013، وفقاً لبيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست".
كانت إحصاءات رسمية لمركز الأبحاث في الكنيست قد أظهرت أن إسرائيل تسجل منذ 2010 حتى 2020 نحو 5380 حالة انتحار في صفوف المجتمع الإسرائيلي، بمعدل 500 انتحار في كل عام تقريباً، منها مئة انتحار سنوياً في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي.
الدراسات الاسرائيلية تقول إن أسباب الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي تعود إلى انتشار الظاهرة في المجتمع الإسرائيلي وبين اليهود من مختلف الطوائف والشرائح العمرية والطبقات الاجتماعية، وذلك لأسباب نفسية واجتماعية واقتصادية لا سيما مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر.
كما تشهد ظاهرة تهرب جنود الاحتلال الجُدد من الخدمة العسكرية في الجيش اتّساعاً بنسبة كبيرة مؤخراً؛ إذ وصلت إلى 32.9%، وهو ما اعتبرته أوساطٌ أمنية ظاهِرة مُقلقة، استدعت اتخاذ إجراءات مضادة للتخفيف من أثرها واتّساعها.