كشف تقرير مصور، نشرته كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022، بغرض تخليد ذكرى أربعة من عناصر قواتها البحرية، استخدام إسرائيل حيوان "دولفين" بغرض التجسس، وتنفيذ مهمات قتالية، قبالة شواطئ قطاع غزة.
حيث هدف التقرير المصور إلى تأبين أربعة من عناصرها بالقوات البحرية، لقوا حتفهم في غارة إسرائيلية بتاريخ 17 مايو/أيار 2021، إبان العدوان الأخير على قطاع غزة.
اكتشاف دولفين تستخدمه إسرائيل
لكنّ التقرير قال في معرض حديثه عن القائد الميداني، محمد حسن أبو سمعان، إنه تمكّن من اكتشاف حيوان دولفين، استخدمته إسرائيل لأغراض عسكرية.
إذ قال متحدث عسكري، مُلثم، يُدعى "أبو حمزة"، داخل التقرير: "يُحسب للشهيد (أبو سمعان) اكتشاف أول دُلفين استخدمه العدو لمطاردة عناصر البحرية داخل أعماق البحر".
المتحدث العسكري الملثم أضاف كذلك، أن أبو سمعان استخرج "أجهزة مُثبَّتة على الدُّلفين، كانت مُعدَّة للاستخدام في اغتيال عناصر البحرية من كتائب القسام".
كما عرض التقرير مشاهد لـ"أبو سمعان" وهو يحمل قطعة استخرجها من الدُّلفين، ولم يُقدم التقرير المصور أي تفاصيل إضافية، كتوقيت اكتشاف الدولفين.
لكنَّ صحيفة "القدس" الفلسطينية المحلية كانت قد ذكرت في 19 أغسطس/آب 2015، نقلاً عن مصدر خاص لم تكشف هويته، أن القوات البحرية في كتائب القسام أحبطت محاولة إسرائيلية لاغتيال عناصرها باستخدام "دُلفين" مُدرّب.
وذكرت الصحيفة آنذاك، أن عناصر "القسام" لاحظوا تحركات غريبة لحيوان "دُلفين"، قبالة المنطقة الساحلية المجاورة لمَرسى الصيادين، غربي مدينة غزة.
وأضافت أن مجموعة من عناصر القوات البحرية لكتائب القسام تابعت الدُّولفين، وظهر عليه جهاز مُثبَّت؛ لمتابعة أي حركة تحت الماء ومراقبتها.
كما نقلت صحيفة القدس عن المصدر قوله إن أفراد الضفادع البشرية (في كتائب القسام)، سيطروا على الدُّلفين، وتم إخراجه إلى الشاطئ؛ ليتسنى لهم فحصه، حيث ظهر عليه جهاز يمكن التحكم فيه عن بُعد، وكاميرا تبث ما يمكن أن يلتقطه.
بحسب المصدر ذاته، فإن الجهاز المثبَّت على الدولفين بمقدوره إطلاق "سهام" صغيرة، تستطيع قتل أي إنسان يُبحر إلى عمق معين تحت الماء أو إصابته بجروح خطيرة على الأقل.
استهداف عناصر "القسام"
الصحيفة قالت كذلك، نقلاً عن المصدر، إن سلاح البحرية الإسرائيلية كان يهدف من وراء ذلك، إلى استهداف عناصر القوات البحرية لكتائب القسام، خلال التدريبات أو مراقبتهم على الأقل في الفترة الحالية.
في المقابل لم يُصدر الجيش الإسرائيلي تعقيباً على ما ورد في التقرير المصور لكتائب القسام؛ كما لم يصدر سابقاً رداً على ما نشرته صحيفة "القدس".
كانت وسائل إعلام غربية، ومنها هيئة الإذاعة البريطانية BBC، قد نشرت وثائق في سبتمبر/أيلول 2019، كشفتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، عن تدريب دلافين على أداء مهمات تحت الماء، خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي البائد.
كما أظهرت الوثائق أن الـ"سي آي إيه" درست في حقبة الستينيات من القرن الماضي استخدام الدلافين في "اختراق الموانئ" سواء بتوجيه بشري أو بدونه.
في حين قالت BBC إن فريقاً في فلوريدا "حاول تدريب دلافين من نوع bottlenose على شن هجمات على سفن العدو، كما كانت هناك اختبارات حول إمكانية حمل الدلافين مجسات لرصد أصوات الغواصات النووية السوفييتية أو رصد النشاط الإشعاعي أو البيولوجي من منشآت قريبة".