أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022، أأنه اعتقل مؤخراً 4 مواطنات، بتهمة تقديم معلومات استخباراتية لعميل إيراني بعدما استطاع خداعهن.
هيئة البث الإسرائيلية "مكان" نقلت عن مصدر في "الشاباك" -لم تذكر اسمه- قوله إن "العميل الإيراني" انتحل هوية يهودي إيراني باسم "رامبود نامدار"، عبر موقع فيسبوك، وأنه طلب منهن تصوير مقر السفارة الأمريكية الذي كان في تل أبيب، وإبلاغه بالترتيبات الأمنية في عدة أماكن تجارية.
إحدى النساء هي من سكان مدينة بيت شيمش، وقالت في تصريح نقله "مكان" إن "نامدار طلب منها توجيه ابنها إلى الانخراط في صفوف الاستخبارات العسكرية، وتعقب شخصيات إسرائيلية، بمن فيهم أعضاء كنيست".
من جهته، قال في بيان نشرته وسائل إعلام إسرائيلية بينها صحيفة "هآرتس"، إنه تم تقديم لوائح اتهام ضد الإسرائيليات، دون الكشف عن أسمائهن.
أشارت الصحيفة إلى أن النساء "جميعهن مهاجرات يهوديات من إيران، أرسلن صوراً لمواقع مختلفة في جميع أنحاء إسرائيل، بناءً على طلب العميل الإيراني"، مضيفةً أنه طلب منهن "تصوير السفارة الأمريكية في القدس، وتصوير مشروع إسرائيلي سراً مقابل المال".
سلطات الاحتلال وجهت إلى الموقوفات الأربع تُهم الاتصال بوكيل أجنبي، والتي تصل عقوبتها القصوى إلى السجن 15 عاماً.
كذلك وجهت السلطات "لائحة اتهام إلى ثلاث منهن، لتقديم معلومات قد تكون مفيدة لقوة معادية، والتي تصل عقوبتها القصوى إلى ثلاث سنوات"، إضافة إلى اتهام سائق سيارة أجرة متزوج من إحدى السيدتين، لإحضار زوجته إلى أحد المواقع لتصويرها.
بحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن لائحة الاتهام المرفوعة في المحكمة المركزية بالقدس، الأسبوع الماضي، جاءت بعد تحقيق أجراه جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة.
المتهمات زعمن "أنهن لا يعرفن أن الرجل كان عميلاً إيرانياً، وأنهن لم يعتزمن الإضرار بأمن إسرائيل".
تم احتجاز "المتهمات منذ نوفمبر/تشرين الثاني، لكنّ الشاباك والشرطة والمدعي العام لم يعلنوا عن ذلك حتى يوم الثلاثاء، 11 يناير/كانون الثاني 2022″، بحسب "يديعوت أحرونوت"، التي أضافت أن "الموقوفات تعرضن للاستجواب في مكتب الشاباك، وأنهن مُنعن من مقابلة محامين في الأيام العشرة الأولى من اعتقالهن".
تحاول كل من إسرائيل وإيران بشكل مستمر تجنيد عملاء لخدمة مصالحهما، وكان جهاز "الشاباك" قد أعلن في 18 يونيو/حزيران 2018، عن أن إسرائيل وجَّهت للوزير الإسرائيلي السابق جونين سيغيف تهمة التخابر لصالح إيران.
اتُّهم سيغيف، الذي شغل منصب وزير الطاقة في منتصف التسعينيات وكان يعيش في نيجيريا، بأن المخابرات الإيرانية "جنَّدته وأصبح عميلاً".
حينها ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الوزير السابق زوَّد طهران بمعلومات عن صناعة الطاقة الإسرائيلية، ومواقع الأمن في البلاد، ومرافق مختلفة ومسؤولين سياسيين وعسكريين.
يُشار إلى أن الحرب السيبرانية استعرت مؤخراً بين إيران وإسرائيل، وذلك في ظل تصاعد التهديدات المتبادلة بين الطرفين، على خلفية وصول طهران لمراحل جديدة من تخصيب اليورانيوم لتطوير سلاح نووي، وهو الأمر الذي تُحذّر منه إسرائيل، وتلوّح بسببه بتوجيه ضربات لإيران ومصالحها.