نقلت وسائل إعلام تركية عن صحف يونانية، الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022، تفاصيل أزمة جديدة تعيشها أثينا بسبب قرار أمريكا وقف دعم مشروع خط أنابيب الغاز شرق المتوسط "إيست ميد" الذي يتجاوز تركيا ويوصل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا.
صحيفة Middle east eye البريطانية بدورها أكدت الخبر نقلاً عن مصادرها إذ قالت إن الحكومة الأمريكية أعلمت اليونان وإسرائيل وتركيا خلال هذا الأسبوع في مراسلات غير رسمية برفع يدها عن المشروع، فيما قالت وسائل إعلام يونانية إن أمريكا ترى أن مشروع "إيست ميد" "مصدر رئيسي للتوتر" و"يزعزع استقرار" المنطقة من خلال وضع تركيا ودول المنطقة في خلافات.
"انتصار للسياسة التركية"
فيما قالت صحيفة Aydinlik التركية نقلاً عن المجلة العسكرية اليونانية "ميليتاير"، التي كشفت الخبر في مقال بعنوان "إيست ميد": "انتهى.. الولايات المتحدة تغير البيانات في شرق المتوسط وتضع حداً لمشروع خط الأنابيب"، أن الولايات المتحدة أبلغت اليونان وتركيا وإسرائيل بأنها لن تدعم مشروع "إيست ميد" لا سياسياً ولا مالياً، مشيرة إلى أن "السياسة التركية انتصرت وننتظر عواقب ذلك".
إذ قالت المجلة اليونانية مبدية انزعاجها من الموقف الأمريكي: "ما يثير الدهشة ليس فشل المشروع الذي واجه مشاكل في الاستدامة المالية منذ البداية، بل إن الولايات المتحدة تشير إلى أنه بخلاف العوامل الاقتصادية والتجارية، فإن مشروع خط الأنابيب مصدر توتر في شرق المتوسط، متبنية الموقف التركي، وبذلك تبنت الحجة التركية وسحقت الموقف اليوناني".
وتابعت أن "خطة زيادة النفوذ الجيوسياسي لليونان لتصبح مركزاً للطاقة، ومشروع التحالف التاريخي مع إسرائيل ومصر والذي أدى لتهميش تركيا وتحقيق أهداف أخرى قد انهار تماماً".
كما أشارت إلى أن السياسة الخارجية اليونانية استندت على خطط التعاون الثلاثي مع قبرص ومصر وإسرائيل، ثم مع دولة الإمارات من أجل إنشاء محور يعزز سياستها الخارجية ويعزل في نفس الوقت تركيا، إلا أن ما جرى دمر مشروع أثينا التوسعي.
وأثار الخبر غضب المعارضة في البلد الأوروبي، إذ وصفت صحيفة "أفجي" اليومية اليونانية، المقربة من حزب المعارضة، ما حدث بأنه إخفاق كبير في السياسة الخارجية لحكومة أثينا القومية المحافظة باليونان، وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة استخدمت اليونان كورقة للمساومة ضد تركيا.
ترقب للموقف الأوروبي
وبعد القرار الأمريكي الذي "صدم" أثينا تتجه عيون اليونان إلى أوروبا، حيث إن موقفها الآن مهم للغاية، إذ أشارت صحف يونانية إلى أنه إذا اتبع الاتحاد الأوروبي ذات الموقف الأمريكي، فإن اليونان ستتعرض بشكل خطير لـ"السياسة الحازمة التي تنتهجها تركيا"، على حد قولها.
كما استذكرت الصحف موقف أمريكا السابق بشأن عقوبات الاتحاد الأوروبي على تركيا، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة عملت عبر ألمانيا على منع فرض عقوبات على تركيا بسبب شرق المتوسط، مضيفة أن "واشنطن منحت أردوغان هدية، لأن ذلك يتحول إلى انتصار تركي وهزيمة لليونان، كما أن الموقف الإسرائيلي غير واضح".
مشروع يوناني "لإقصاء تركيا"
ويأتي هذا التحرك بعد أن أثار المشروع غضب أنقرة في عام 2020، بعد أن وقعت اليونان وإسرائيل والإدارة القبرصية اليونانية صفقة لبناء خط أنابيب للغاز الطبيعي بطول 1900 كيلومتر في شرق البحر المتوسط ، ويمر عبر مناطق بحرية متنازع عليها تطالب بها كل من تركيا واليونان.
ويشار إلى أن الخط الذي يصل طوله إلى حوالي ألفي كيلومتر، ينخفض إلى عمق 3.3 كيلومتر في البحر ببعض الأماكن، كما أن تكلفة المشروع تقدر بـ"7 مليارات دولار أمريكي" إلا أن الخبراء يقدرون بأنها قد تصل إلى 15 مليار دولار.
كما كان من المقرر أن ينقل مشروع "إيست ميد" من 9 إلى 12 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً من إسرائيل إلى ميناء فاسيليكوس القبرصي، ومن هناك إلى جزيرة كريت واليونان، ووصفته صحف تركية بأن الهدف الوحيد منه كان تهميش أنقرة.