لم تقدم روسيا والولايات المتحدة أي مؤشر على تضييق خلافاتهما بشأن أوكرانيا والأمن الأوروبي الأوسع في محادثات جنيف، التي جرت الإثنين 10 يناير/كانون الثاني 2022، في حين كررت موسكو مطالب تقول واشنطن إنها لا يمكن أن تقبلها.
نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قال للصحفيين "للأسف، التباين كبير في مناهجنا المبدئية إزاء هذا. لدى الولايات المتحدة وروسيا وجهات نظر متعارضة من بعض النواحي إزاء ما ينبغي القيام به"، فيما قالت نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان "كنا حازمين… في الرد على مقترحات أمنية مستحيلة بكل بساطة بالنسبة للولايات المتحدة".
فيما وصفت شيرمان المحادثات بأنها صريحة ومباشرة، أما ريابكوف فقال إنها كانت صعبة ولكنها مهنية، وإن الولايات المتحدة تعاملت مع المقترحات الروسية بجدية، وأضاف أن روسيا ستقرر احتمالات إحراز تقدم بعد اجتماعات أخرى مع أعضاء حلف الأطلسي في بروكسل، الأربعاء، ومع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا يوم الخميس.
أمريكا تهدد روسيا
ويأتي هذا في وقت قال فيه البيت الأبيض إنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنّ الولايات المتّحدة وحلفاءها "سيردّون بحزم" إذا غزت روسيا جارتها الغربية.
المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية جين ساكي، قالت في بيان إنّ بايدن أكّد أيضاً لزيلينسكي أنّ الولايات المتّحدة تدعم حلّ الأزمة الأوكرانية عن طريق الجهود الدبلوماسية، بما في ذلك المحادثات الروسية-الأمريكية الرفيعة المستوى.
أضاف البيان أنّ "الرئيس بايدن قال بوضوح إنّ الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها سيردّون بحزم إذا غزت روسيا أوكرانيا"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي كييف سارع الرئيس الأوكراني للتعبير عن امتنانه للدعم الأمريكي "الراسخ" لبلاده في مواجهة التهديدات الروسية، وقال في تغريدة: "نثمِّن الدعم الراسخ لأوكرانيا" من جانب الولايات المتّحدة، وأشار زيلينسكي إلى أنّه بحث ونظيره الأمريكي "الإجراءات المشتركة بين أوكرانيا والولايات المتحدة والشركاء لحفظ السلام في أوروبا، والحؤول دون مزيد من التصعيد".
تحرك روسيا في أوكرانيا يُقلق الغرب
يأتي هذا في وقت حشدت فيه روسيا نحو 100 ألف جندي من قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية، وطالبت حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة بعدم قبول انضمام الدولة السوفييتية السابقة لعضويته، أو التوسع أكثر فيما تعتبره موسكو فناءها الخلفي.
فيما تنفي موسكو خطط الغزو، وتقول إن ما تفعله هو مجرد رد فعل على ما تصفه بسلوك يتسم بالعداء والاستفزاز من جانب حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا، التي تميل نحو الغرب وتطمح للانضمام للحلف.
ويذكر أن العلاقات بين أوكرانيا وروسيا تشهد توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
بين الفينة والأخرى، تتواصل الاشتباكات في "دونباس"، بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، الذين أعلنوا استقلالهم المزعوم عام 2014.