قال رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، الإثنين 10 يناير/كانون الثاني 2022، إن بلاده نجت من محاولة انقلاب دبَّرها ما سماها "مجموعة منفردة"، فيما بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً في أكبر مدينة بالبلاد، عقب اضطرابات وقمع دام أسبوعاً وتسبب بسقوط عشرات القتلى.
توكاييف وفي كلمة ألقاها أمام اجتماعٍ لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا، قال إنه "تمت استعادة النظام في كازاخستان، لكن ملاحقة الإرهابيين مستمرة"، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
أشار الرئيس إلى أن عملية "مكافحة الإرهاب" التي تتم على نطاق واسع ستنتهي قريباً، إلى جانب مهمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي قال إنها تضم 2030 جندياً و250 قطعة من المعدات العسكرية.
توكاييف أكد أيضاً أن بلاده "ستقدّم دليلاً للمجتمع الدولي على ما حدث في القريب العاجل"، وأضاف أن 16 من أفراد قوات الأمن قُتلوا، وأن عدد المدنيين الذين لقوا حتفهم في أعمال العنف لا يزال قيد التحقيق.
تأتي تصريحات توكاييف بينما وصل عدد الذين أوقفتهم السلطات إلى نحو ثمانية آلاف شخص، وكانت الرئاسة أعلنت أن من بين الموقوفين "عدداً كبيراً من الأجانب".
كان توكاييف قد رفض أي حوار مع المتظاهرين وسمح للقوات الأمنية "بإطلاق النار للقتل".
أثار ذلك استنكاراً من الولايات المتحدة، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن "السلطات في كازاخستان يجب أن تكون قادرة على التعامل مع التحديات التي تواجهها سلمياً من أجل ضمان حماية حقوق الأشخاص الذي يتظاهرون سلمياً".
عودة الحياة الطبيعية
بالموازاة مع ذلك، توافرت خدمة الإنترنت مجدداً، الإثنين 10 يناير/كانون الثاني 2022 في مدينة ألماتي عاصمة كازاخستان الاقتصادية البالغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، وبات تصفح المواقع الإلكترونية المحلية والأجنبية من جديد متاحاً.
وكالة الأنباء الفرنسية أفادت أيضاً بأن وسائل النقل العام استعادت نشاطها في شوارع المدينة للمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات.
كانت السلطات الكازاخية قد صوّرت الاضطرابات التي شهدتها ألماتي على أنها هجوم من "مجموعات إرهابية"، وأعربت عن استيائها من التغطية الإعلامية الأجنبية للأحداث، التي بدأت بتظاهرات احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات في غرب البلاد في الثاني من يناير/كانون الثاني 2022.
في السياق ذاته، قالت شركة "شيفرون" التي تشغل حقل "تنجيز" النفطي في كازاخستان، إن الحقل بدأ يزيد إنتاجه تدريجياً حتى يصل إلى المعدلات الطبيعية، وذلك بعد أن تسببت الاحتجاجات في خفض الإنتاج خلال الأيام القليلة الماضية.
خسائر كبيرة
ولا تزال البلاد تترقب معرفة حصيلة الخسائر التي خلفتها الاحتجاجات والاضطرابات، وسحبت وزارة الإعلام الكازاخية مساء الأحد 9 يناير/كانون الثاني 2022، تصريحاً نشر في وقت سابق عبر "تلغرام" ومفاده أن أكثر من 164 شخصاً قُتلوا في البلاد خلال الاضطرابات.
الوزارة قالت إن نشر هذا التصريح أتى نتيجة "خطأ تقني". لكنها لم تنشر حصيلة جديدة، وشكلت هذه الحصيلة ارتفاعاً كبيراً في عدد القتلى؛ إذ إن السلطات كانت أعلنت مقتل 26 متظاهراً و16 عنصراً من القوى الأمنية وجرح 200 شخص.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية أن التقديرات الأولية لقيمة الأضرار المادية الناجمة عن هذه الاضطرابات بلغت حوالى 175 مليون يورو، إذ تعرض أكثر من مئة متجر ومصرف للنهب، ودُمرت أكثر من 400 سيارة.
يُذكر أن الاحتجاجات في كازاخستان بدأت في مناطق ريفية عقب رفع سعر الغاز قبل أن تنتقل إلى مدن كبيرة ولا سيما ألماتي؛ حيث أطلقت الشرطة الرصاص الحي على متظاهرين اقتحموا مباني رسمية.