أعلن جمهوريون بريطانيون، الإثنين 10 يناير/كانون الثاني 2022، اعتزامهم تدشين حملة لإنهاء النظام الملكي في بلادهم في الفترة التي تسبق الاحتفالات بمرور 70 عاماً على تولي الملكة إليزابيث العرش.
كان قصر باكنغهام كشف، في وقت سابق من يوم الإثنين، عن خطط تفصيلية لاحتفالات تستمر أربعة أيام بهذه المناسبة.
تتضمن الأنشطة، إقامة احتفالات في الشوارع، وحفل موسيقي يضم بعض "أبرز النجوم" في العالم، فضلاً عن إتاحة فرصة للجمهور لزيارة قصور للملكة.
لكن مجموعة من الجمهوريين المناهضين للملكية استغلوا هذه المناسبة ليقولوا إنهم سيشرعون في حملة للمطالبة بإنهاء النظام الملكي التاريخي في بريطانيا.
حيث قال جراهام سميث، أحد أفراد المجموعة: "بينما تريد أقلية مسموعة الصوت الاحتفال بمرور سبعين عاماً على بدء عهد الملكة في الحكم، يجب علينا جميعاً أن نبدأ في التطلع إلى المستقبل. فكرة جلوس الأمير تشارلز على العرش لا تبعث على التفاؤل، وهناك بديل ديمقراطي جيد مطروح أمامنا".
سميث أضاف: "حان الوقت لإجراء حوار جاد بخصوص دستورنا والإقرار بأن تشارلز ليس الأفضل لهذا المنصب وأننا كأمة قادرون تماماً على اختيار قائد دولتنا".
فيما تشير استطلاعات رأي إلى أن الغالبية العظمى من الناس في بريطانيا يدعمون النظام الملكي، وأن الملكة نفسها تحظى بشعبية جارفة.
رغم ذلك، لا يحظى ابنها البكر ووريثها على العرش الأمير تشارلز بنفس القدر من الدعم؛ إذ تشير الاستطلاعات إلى وجود اقتناع متنام بين الشباب البريطانيين بفكرة الجمهورية.
يشار إلى أن الملكة إليزابيث البالغة من العمر 95 عاماً هي أقدم ملوك العالم وأطولهم بقاء في الحكم، وستحتفل الشهر المقبل بالذكرى السبعين لجلوسها على عرش بريطانيا.
لن تتنحى عن العرش
كما أنه وفق مراقبين، لا توجد فرصة تذكر لأن تتنازل الملكة إليزابيث من تلقاء نفسها عن العرش، رغم أنها فقدت زوجها الأمير فيليب، شريك العمر وصديقها الحميم لفترة زمنية حطمت الأرقام القياسية.
كان فيليب زوج إليزابيث لأكثر من سبعة عقود قد توفي في أبريل/نيسان 2021، بعد أطول فترة يقضيها رفيق لملكة في التاريخ البريطاني عن عمر ناهز 99 عاماً.
من جهته، قال المؤرخ في الشؤون الملكية هوجو فيكرز، في تصريحات سابقة: "بإمكاني أن أؤكد لكم أن الملكة لن تتنازل عن العرش.. كل الدلائل موجودة على أن الملكة تتمتع بصحة جيدة للغاية، واحتمالات أن ستظل ملكتنا لأطول فترة ممكنة قوية".
استمرت إليزابيث في تنفيذ مهامها الرسمية، وإن كان ذلك عن بُعد بسبب قيود كوفيد-19، حتى أثناء وجود فيليب بالمستشفى لمدة أربعة أسابيع في وقت سابق من هذا العام.
يقول المراقبون إن قسماً من الإجابة عن سؤال لماذا لن تتنازل إليزابيث عن التاج يرتبط بالطريقة التي أصبحت بها ملكة للبلاد. فعندما ولدت في 1926، لم يكن من المتوقع على الإطلاق أن تصبح هي الملكة.
إلا أن عمها إدوارد الثامن تنازل عن العرش بسبب حبه للمطلقة الأمريكية واليس سيمبسون، الأمر الذي اعتبرته المؤسسة البريطانية ارتباطاً غير مقبول. كان ذلك مقدمة لأزمة دستورية ترتب عليها انتقال التاج إلى والدها جورج السادس عندما كانت في العاشرة من عمرها.
"مدى الحياة"
ذات مرة، قالت إليزابيث "إنها وظيفة مدى الحياة"، مرددة وعداً قطعته في عيد ميلادها الحادي والعشرين، وكان ذلك في عام 1947.
كذلك قالت، في كلمة للشعب البريطاني أثناء قيامها بجولة في جنوب إفريقيا: "أعلن أمامكم جميعاً أن حياتي كلها، طالت أم قصرت، ستكون مكرسة لخدمتكم وخدمة عائلتنا الإمبراطورية العظيمة التي ننتمي إليها جميعاً".
كررت هذا الوعد في الذكرى الستين لتبوئها العرش، وعندما يُسأل كبار مساعدي قصر باكنغهام عما إذا كان التنازل فرضية محتملة، يكررون نفس الإجابة "مدى الحياة تعني مدى الحياة".
هذا الأمر يعني أنها لن تحذو حذو ملوك أوروبيين آخرين مثل خوان كارلوس ملك إسبانيا الذي تنازل عن العرش في عام 2014، وملك بلجيكا ألبرت الذي تنحى في 2013، والملكة بياتريكس ملكة هولندا التي تنازلت عن العرش في العام نفسه.
على إثر ذلك، ربما تظل إليزابيث في صدارة الحياة العامة البريطانية لفترة من الزمن.