لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز الفتى الفلسطيني أمل نخلة رغم إصابته بمرض مناعيٍّ في سجن إسرائيلي قبل عام، ولم توجَّه إليه بعدُ أي تُهم ويقضي أيامه بالمعتقل من دون محاكمة، شأنه شأن عدد كبير من الفلسطينيين المعتقلين وبينهم بضعة قصّر.
أمل وعائلته ينتظرون أن تُعقد، الإثنين 10 يناير/كانون الثاني 2022، جلسة استماع في قضية الفتى البالغ من العمر 17 عاماً، وقد يقرّر فيها قاضٍ إسرائيلي تجديد "الاعتقال الإداري"، وهو إجراء مُثير للجدل يسمح لتل أبيب بسجن أشخاص بدون تهمة لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد.
في مخيم الجلزون للاجئين بالضفة الغربية المحتلة، يسير معمر نخلة، والد أمل، جيئةً وذهاباً في شقة العائلة متوتراً قبل الجلسة، ويقول الصحفي البالغ 50 عاماً، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "رأيته مرتين فقط منذ اعتقاله العام الماضي. المرة الأخيرة كانت هذا الأسبوع، في السجن من وراء زجاج سميك، ولم أتمكن من لمسه".
أشار والد الفتى أمل إلى أن الأخير "يريد الإضراب عن الطعام"، ما جعل الأب يقلق على ابنه الذي يعاني من المرض.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أنهى الفلسطيني هشام أبو هواش، المعتقل إدارياً منذ أكثر من عام، إضراباً عن الطعام استمر 141 يوماً، وكاد يودي بحياته.
يوجد حالياً أكثر من 450 فلسطينياً محتجزين في السجون الإسرائيلية بموجب "الاعتقال الإداري". وبحسب منظمة "هاموكيد" الإسرائيلية غير الحكومية، كان هناك ستة فتيان محتجزين، في سبتمبر/أيلول 2021، بدون تهمة أو محاكمة أو إمكان الاطلاع على الأدلة التي جمعتها الأجهزة الأمنية ضدهم. وأمل واحد من هؤلاء.
اعتقال أمل نخلة
في منتصف عام 2020، عولج الصبيُّ الذي يعاني من وهن عضلي، من سرطان الغدة الزعترية وأزيل ورم من قفصه الصدري.
بعد تعافيه من العملية، توجَّه أمل- وهو من عشاق كرة القدم ومشجع لليونيل ميسي- مع أصدقائه إلى مدينة روابي في وسط الضفة الغربية، وفق عائلته، واعتُقل في الطريق بتهمة إلقاء الحجارة على الجنود، وهو ما تنفيه الأسرة.
بعد 40 يوماً من الاعتقال، أمر قاض إسرائيلي بالإفراج عنه، ويروي والده مستدركاً: "لكن خلال الجلسة، قال ممثل القوى الأمنية: لدينا ملف أمني ضده، سنطلب اعتقاله الإداري. وسأل القاضي: أين هذا الملف؟ أريد أن أطَّلع عليه".
لم يتم تقديم أي ملف، وأفرج عن أمل نخلة، إلى أن طَرَقَ جنودٌ باب شقة العائلة فجر أحد أيام يناير/كانون الثاني 2021؛ لتوقيفه ووضعه رهن الاعتقال الإداري.
لم يردّ جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) على أسئلة من وكالة الأنباء الفرنسية حول القضية، لكنه صرّح لوسائل إعلام، بأنه "يشتبه في أن أمل شارك في نشاط إرهابي"، بحد زعمه.
من جانبها، قالت مديرة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) في الضفة الغربية، جوين لويس، للوكالة الفرنسية: "كتبنا عدة مرات (للسلطات الإسرائيلية)، لكننا لم نتلقَّ أي معلومات عن أسباب اعتقاله".
لويس طالبت السلطات الإسرائيلية بالإفراج الفوري عن أمل من الاعتقال الإداري، لأن حالته الصحية خطرة للغاية، ولأنه قاصر.
يقول والد أمل نخلة قبل يوم من جلسة جديدة للاستماع بالقضية: "أخشى أنه إذا تم تجديد اعتقاله هذا الأسبوع، فلن نتمكن من رؤيته مرة أخرى لفترة طويلة"، مضيفاً: "أستعد للسيناريو الأسوأ".