كشف جيف هون، وزير الدفاع في حكومة توني بلير، أنه طُلِب منه حرق مذكرة للمدعي العام تشكك في شرعية الحرب على العراق، وفي الكشف الذي يقول النقاد إنه يلقي مزيداً من الشك على قرار منح رئيس الوزراء السابق وسام الفروسية، أشار هون في مقتطفات من مذكراته التي نُشرت مؤخراً ونقلتها صحيفة The Guardian البريطانية الأربعاء 5 يناير/كانون الثاني 2022 إلى أنَّ رئيس أركان بلير قد أمره بحرق الوثيقة.
هون كتب في مذكراته، بعنوان "See How They Run- انظر كيف يركضون"، أنه تعرض لضغوط من مايك بويس، رئيس أركان الدفاع في حكومة بلير، لتزويده بتوجيه قانوني واضح بأنَّ قواته يمكنها التحرك ضد العراق، بدلاً من قرار الأمم المتحدة بتفويض القوة لها، حسبما نقلت صحيفة The Daily Mail.
ويزعم أنه تلقى نسخة من المشورة المعقدة من المدعي العام آنذاك، لورد غولدسميث، التي كانت "رأياً قانونياً طويلاً جداً ومفصلاً للغاية"، وكتب هون: "لقد تلقيت نسخة من داونينغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية) تحت ظروف سرية كبيرة. وقيل لي إنه لا يحق لغيري الاطلاع عليها ولا ينبغي أن أناقش محتوياتها مع أي شخص آخر. لم يكن لديَّ أية فكرة عمّن حصل على نسخة".
وأضاف هون أنَّ تلك المشورة "لم يسهل قراءتها" وخلُصت إلى أنَّ غزو العراق لن يكون قانونياً إلا إذا اعتقد رئيس الوزراء أنَّ فعل ذلك من المصلحة الوطنية للمملكة المتحدة، وكشف هون أنه لم يكن هذا هو التأييد المطلق الذي كان يبحث عنه رئيس أركان الدفاع، وأضاف: "على أي حال، مُنِعت بحزم من عرضه عليه أو حتى مناقشته معه".
وتابع هون قائلاً إنه عندما اتصل سكرتيره الخاص الأول، بيتر واتكينز، بجوناثان باول في داونينغ ستريت وسأله عمّا يجب أن يفعله الآن بالوثيقة، قيل له بعبارات لا لبس فيها إنه يجب أن يحرقها.
وأردف هون أنَّ الوثيقة لم تُحرَق، وأوضح: "لقد وافقت على أنه يجب علينا حفظ المستند بأمان في خزنة وزارة الدفاع التي كان هو الوحيد الذي يستطيع الوصول إليها. وعلى حد علمي، ربما لا تزال موجودة".
من جانبه، قال باول لصحيفة The Daily Mail إنه لم يأمر بإحراق المذكرة، وذكر أنه طلب من هون تدمير "محضر وقائع" منفصل بناءً على طلب غولدسميث.
إضافة إلى ذلك، وصف هون، في مذكراته، الإذلال الذي تعرض له بسبب إقالته من منصب وزير الدفاع بعد ذلك بعامين، قائلاً إنَّ بلير اتصل به لإبلاغه الأخبار بدلاً من مقابلته وجهاً لوجه.
ويُذكر أنَّ أكثر من 700 ألف شخص وقعوا حتى الآن على عريضة لسحب الوسام الذي منحته الملكة لتوني بلير في قائمة التكريم للعام الجديد. لكن زعيم حزب العمال، كير ستارمر، دافع عن قرار منح بلير هذا التكريم، وقال يوم الثلاثاء، 4 يناير/كانون الثاني، إنَّ منح الجائزة لشخص عَمِل رئيساً للوزراء لفترة طويلة "ليست مسألة شائكة" وأضاف ستارمر: "أتفهم أنَّ هناك آراءً قوية بشأن الحرب على العراق. وكانت هذه الآراء موجودة وقتها، وما زالت حتى اليوم، لكن هذا لا ينتقص من حقيقة أنَّ توني بلير كان رئيس وزراء ناجحاً للغاية لهذا البلد وأحدث فرقاً كبيراً في حياة الملايين من الناس في هذا البلد".