قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته، الأربعاء 5 يناير/كانون الثاني 2022، نقلاً عن مسؤول حكومي في بنغلاديش، إن السلطات هدمت بالجرافات أكثر من 3000 متجر يملكها لاجئو الروهينغا، وذلك منذ شهر ديسمبر/كانون الأول 2021.
هذه الإجراءات التي قامت بها السلطات في بنغلاديش تسبّبت في استياء عائلات اللاجئين المتعثرة.
إذ يتكدس حوالي 850 ألف فرد من أقلية الروهينغا المسلمة في مخيمات النزوح المكتظة في بنغلاديش، ومعظمهم فرّوا من ميانمار المجاورة، بعد حملة عسكرية شنّها الجيش عليهم عام 2017، ونجم عنها فتح تحقيق دولي في هذه الإبادة الجماعية.
قيود مفروضة على اللاجئين في بنغلاديش
في السياق ذاته، فقد سبق أن أشاد العالم ببنغلاديش لاستقبالها اللاجئين، لكن الجماعات الحقوقية انتقدت القيود المفروضة عليهم، وكان آخرها حملة هدم المتاجر المؤقتة التي يعتاشون منها.
حيث صرّح نائب مفوض شؤون اللاجئين في البلاد، شمسود دوزا، لوكالة الأنباء الفرنسية، بأنه تم هدم أكثر من 3000 "متجر غير قانوني".
كذلك فقد قال إن "أعداد الروهينغا آخذة في الازدياد، وهم بحاجة إلى ملاجئ، ونحن بالفعل نبنيها"، وأضاف أن المنظمات الإغاثية تحرص على حصول اللاجئين على الضروريات اليومية دون توقف.
مضيفاً في تصريحات لوكالة فرانس برس: "السلطات تهدم المتاجر "غير القانونية" في جميع المخيمات"، مشيراً إلى "طردنا نحو ألف متجر غير قانوني.. نخلي المتاجر غير القانونية لبناء ملاجئ للروهينغا".
تجمع مئات الروهينغا
في حين تجمع المئات من الروهينغا في مواقع الإخلاء، حيث مزقت الحفارات الهياكل المصنوعة من الخيزران والفولاذ، وانهار البعض بالبكاء، بينما أصيب آخرون بالذعر.
آلاف الروهينغا يواجهون هدم متاجرهم
من جانبه، قال الأمين، 30 سنة، وهو أحد اللاجئين من الروهينغا: "لقد حطموا متجري، كان ذلك وسيلتي الوحيدة للرزق، بفضل دخله يمكنني إعالة أسرة مكونة من سبعة أفراد". وصرح لوكالة فرانس برس أن "آلاف الروهينغا أصيبوا بهدم متجر".
أضاف: "لا أعرف ماذا أفعل الآن، ماذا يمكنني أن أقول؟ جيش ميانمار دمر ثرواتنا، الآن فقدنا ثرواتنا مرة أخرى".
كذلك قال تاجر مستحضرات التجميل عبد الرشيد، 24 عاماً، "يجب إطعام عائلتي"، مضيفاً: "زوجتي حامل، والداي يعتمدان على دخلي من هذا المتجر، الآن فقدت كل شيء".
حصص غذائية قليلة
عطفاً على روايات لاجئي الروهينغا، قال خين ماونغ، الناشط الحقوقي، إن عمليات الهدم أضرت بالفعل بعشرات الآلاف من اللاجئين في المخيمات. وقال: "عائلات الروهينغا كبيرة، ومقدار الحصص الغذائية الممنوحة لهم يتناقص باستمرار، والعديد من العائلات كانت تعتمد على دخلها من هذه المتاجر".
من جانبه، قال سليم الله، وهو أحد الأشخاص الذين هُدم متجرهم، إنه لن يتمكن من إطعام أسرته المكونة من ثمانية أفراد بسهولة. وقال: "كان هذا المتجر أملي الأخير، كيف أعيل عائلتي الآن؟ لا مخرج إلا الموت، ولا حيلة لي".
منظمة العفو الدولية من جانبها عبرت عن موقفها، على لسان سعد حمادي، المسؤول بها، بالقول إن هذه الخطوة ستُعرِّض اللاجئين للاستغلال، وتزيد من سوء الأوضاع في المخيمات. وقال: "هدم متاجرهم وإغلاق مدارسهم… يفاقم التوتر والإحباط".
كما حث حمادي السلطات على "حماية حقوق وكرامة اللاجئين الروهينغا، بإشراكهم في القرارات، التي من ضمنها حقهم في كسب لقمة العيش".