فتحت السلطات الهندية، الأحد 2 يناير/كانون الثاني 2022، تحقيقاً حول إدراج مئات النساء المسلمات في تطبيق "مزاد"، باستخدام صور مأخوذة من حساباتهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون إذنهن.
شرطة دلهي سجلت دعوى، بعد تلقيها شكوى من الصحفية عصمت آرا، واسمها مدرج أيضاً في تطبيق يدعى "Bulli Bai"، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.
تم تحميل مئات الصور لنساء مسلمات على التطبيق، عبر موقع تطوير البرمجيات المفتوح "GitHub"، وطُلب من المستخدمين المشاركة في "مزاد".
من جانبه، قال وزير المعلومات والتكنولوجيا أشويني فايشناو، في تغريدة عبر تويتر، إن "الحساب تم حظره من قبل موقع GitHub وفريق الاستجابة للطوارئ الحاسوبية (CERT) وتقوم السلطات الأمنية بتنسيق المزيد من الإجراءات".
بدورهم، أعرب العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن دعمهم للنساء المستهدفات، مؤكدين أن الهدف من ذلك هو التسبب في معاناة جسدية وعقلية لهن.
رأى كثيرون أيضاً أن الأشخاص الذين يقفون وراء مثل هذه التطبيقات هم من الجماعات اليمينية.
"إهانة" مُتعمدة للنساء بالهند
أعادت هذه الحادثة إلى الأذهان ما حدث في يوليو/تموز 2021، عندما وجدت مسلمات في الهند أنهن معروضات للبيع على شبكة الإنترنت.
وجدت النساء صورهن على موقع "Sulli Deals" الذي أخذ صوراً متاحة للجمهور، وأنشأ لهن وعرضهن تحت عنوان: عروض اليوم لشراء النساء، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
كان التطبيق يقول إنه يوفر للمستخدمين فرصة شراء "Sulli" وهو مصطلح مهين يستخدمه المتشددون اليمينيون الهندوس لوصف النساء المسلمات، وبحسب الهيئة البريطانية لم يكن هناك مزاد حقيقي من أي نوع، بل كان الغرض منه الحط من قيمة المرأة المسلمة وإذلالها.
يواجه المسلمون في الهند اضطهاداً غير مسبوق منذ تولي ناريندرا مودي منصب رئيس الوزراء قبل 7 أعوام، لكن الأمور وصلت إلى حد دعوة رهبان هندوس علناً إلى قتل المسلمين مع الأيام الأخيرة لعام 2021.
العام الفائت شهد تعرض المسلمين في ولاية آسام شمال شرقي الهند لإجراءات قمعية، وصلت إلى حد القتل والتهجير، من جانب الحكومة الهندوسية التابعة لحزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي، وهي إجراءات متسقة مع سياسة اضطهاد المسلمين في أكبر ديمقراطيات العالم، والتي يطبقها مودي منذ مجيئه إلى سدة الحكم.
على مدى سنوات طويلة، كان القوميون الهندوس اليمينيون يدعون إلى العنف، لكن العنف امتدَّ مؤخراً إلى الشوارع، إذ تعرَّض بائعو الفاكهة المسلمون للضرب والسرقة بعد اتِّهامهم بإغراء النساء الهندوسيات بالزواج من أجل تحويلهن إلى الإسلام. وتعرَّض النشطاء المسلمون للتهديد بالمقاضاة بموجب قانون مكافحة الإرهاب.