شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية، طوال الأسبوع، حملة تدمير واسعة استهدفت العديد من القرى الفلسطينية في صحراء النقب الجنوبي، حيث أتلفت المحاصيل ودمرت الأراضي، وفي المناطق التي يزرعها فلاحون فلسطينيون صغار بأساليب تقليدية، حيث تدعي إسرائيل أنها ليست ملكهم.
حسبما جاء في تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، الخميس 30 ديسمبر/كانون الأول 2021، فقد عمدت الشرطة الإسرائيلية إلى التصدي لمواطنين فلسطينيين في ست قرى- المشاش، الزرنوق، بير الحمام، الرويس، الغراء، وخربة وطن- حيث يعيش ما يقرب من 30 ألف فلسطيني في النقب.
صباح الأربعاء 29 ديسمبر/كانون الأول، تعرضت محاصيل عائلة الأطرش في قرية الرويس، لعمليات تدمير من قبل شرطة الاحتلال والقوات الخاصة.
من جهته، قال شاهد عيان لوسائل إعلام محلية، إن عشرات من قوات أمن الاحتلال اقتحمت القرية لليوم الثالث على التوالي ونشرت آليات عسكرية ووحدات كلاب وخيول وجرافات في الساعات الأولى.
إلى جانب ذلك، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكان الرويس بالهراوات، ودفعت بعض المتظاهرين، واعتقلت المواطن "ماجد الأصم".
من جانبها، تعتبر الحكومة الإسرائيلية القرى الفلسطينية الست "غير معترف بها"، وبالتالي فهي مهددة بالهدم.
العراقيب، واحدة من 35 قرية فلسطينية غير معترف بها في النقب، تعرضت للهدم 196 مرة على يد القوات الإسرائيلية.
هناك ما يقرب من 100 ألف فلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية ويعيشون في 35 قرية غير معترف بها.
كما أنهم يعتبرون جزءاً من 300 ألف مواطن فلسطيني في إسرائيل يعيشون في بلدات النقب، تتركز إلى الشرق من طريق 40، الذي يقسم الأراضي الجنوبية لإسرائيل إلى النصف.
تزعم إسرائيل أن الفلسطينيين ليس لهم الحق في أراضي القرى غير المعترف بها، وشرعت في نشر وحدات من "الشرطة الخضراء"؛ لمنعهم من زراعة الفاكهة والخضراوات الموسمية والحد من مناطق رعي الماشية.
القرى غير المعترف بها محرومة من أي بنية تحتية أو دعم من الحكومة، ولا توجد وسائل مواصلات ولا طرق ولا مدارس، كما أن السلطات الإسرائيلية لا تتعاون مع قياداتها المحلية.
من جهتهم، يقول السكان إن مثل هذه السياسات محاولة للضغط عليهم ليصبحوا نازحين داخلياً على الرغم من أن البدو كانوا يعيشون في هذه الأراضي أو بالقرب منها قبل قيام إسرائيل في عام 1948.
يذكر أن المشاش، والزرنوق، وبير الحمام، والرويس، والغراء، وخربة وطن، تقع كلها شرق مدينة بئر السبع الإسرائيلية، عاصمة النقب.
كما أن سكان خربة وطن تظاهروا عدة مرات منذ عام 2020، ضد هدم المنازل وأوامر الإخلاء في القرية التي يعيش فيها 4000 فلسطيني، جُلهم فلاحون.