وصف وزير الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، اللقاء الذي جمع بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ووزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غينتس، بأنه "لقاء الأبطال"، في الوقت الذي أعربت فيه فصائل فلسطينية عن انزعاجها من اللقاء.
كان عباس وغانتس قد التقيا مساء الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2021، في منزل الوزير الإسرائيلي بتل أبيب، لتسجل بذلك أول زيارة علنية لعباس إلى إسرائيل منذ توقف اللقاءات الرسمية بين السلطة وتل أبيب منذ عام 2010.
الشيخ وفي تصريح لقناة "كان" العبرية، الأربعاء، 29 ديسمبر/كانون الأول 2021، أشاد بلقاء عباس وغانتس، وقال إن "القيادة الفلسطينية تتطلع إلى صنع التاريخ مع غانتس أو أي شخص آخر في الحكومة الإسرائيلية، كما كان الحال مع إسحق رابين".
أضاف الشيخ- بحسب ما نقل موقع الهدهد الفلسطيني- أن "وصول أبو مازن إلى منزل غانتس هو خطوة شجاعة ومهمة، كنا نعلم أنه ستكون هناك انتقادات، وأخذنا ذلك في عين الاعتبار، لكن أبو مازن أراد رفع العلم الأحمر، قد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة لمنع الوضع من التدهور".
كان الشيخ قد كتب في وقت سابق، اليوم الأربعاء، على حسابه في موقع تويتر أن "اللقاء كان محاولة جدية جريئة لفتح مسار سياسي يرتكز على الشرعية الدولية، ويضع حداً للممارسات التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني"، وفق تعبيره.
غضب فلسطيني من عباس
تأتي إشادة الشيخ بلقاء غانتس وعباس، في وقت رفضت فصائل فلسطينية اللقاء ووصفته في بيانات منفصلة بأنه بمثابة "الخروج عن حالة الإجماع الوطني".
حركة "حماس" عبّرت عن رفضها وإدانتها لهذا اللقاء، الذي قالت إنّه "يأتي في ذكرى العدوان الإسرائيلي الذي تعرّض له قطاع غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول لعام 2008".
أضافت الحركة أن هذا اللقاء "يستفز الشعب الذي يتعرّض يومياً لحصار ظالم بغزة، وتصعيد عدواني يستهدف أرضهم وحقوقهم الوطنية والمقدّسات في الضفة والقدس".
بدورها، أدانت حركة "الجهاد الإسلامي" اللقاء، واصفة إياه بـ"الانحراف الخطير عن الإجماع الوطني"، وقالت إن هذا اللقاء "يأتي في وقت يتعرض فيه شعبنا للهجمات الإرهابية التي يقودها اليمين الإسرائيلي المتطرف، وينفّذها الجيش بتعليمات من غانتس".
كذلك عبّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن رفضها لهذا اللقاء كونه "يتعاكس مع المواقف والمطالب الوطنية"، كما استنكرت لجان المقاومة الشعبية، اللقاء، معتبرةً إياه "جريمة وطنية".
في سياق متصل، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، إن وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس، قدم عدة تسهيلات لعباس خلال اللقاء.
نقلت الصحيفة عن مكتب غانتس قوله في بيان: "غانتس وافق على القيام بعدة خطوات لبناء الثقة (مع الرئيس عباس)، من بينها تسليم أموال ضرائب بشكل مبكر، ومنح تصاريح دخول لمئات رجال الأعمال الفلسطينيين إلى إسرائيل بمركباتهم، وكذلك تصاريح VIP لعشرات المسؤولين في السلطة الفلسطينية".
أضافت الصحيفة أن غانتس أبلغ عباس موافقة إسرائيل على تسجيل 6.000 فلسطيني من الضفة الغربية و3.500 فلسطيني من قطاع غزة في السجل المدني الفلسطيني "لاعتبارات إنسانية"، وفق البيان.
كان الشيخ قد أعلن اليوم الأبعاء عن أن "إسرائيل وافقت على الدفعة الثانية من لمّ شمل العائلات، بواقع 10 آلاف موافقة"، وأوضح أن الموافقات لمواطنين من مختلف محافظات الوطن.
يُذكر أن المباحثات السياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل، توقفت منذ عام 2014، جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وعدم قبولها بمبدأ "حل الدولتين".