عبّر سعوديون، الأربعاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2021، عن غضبهم على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار صورة للقاء جمع سفير المملكة بباكستان، نواف بن سعيد المالكي، مع وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود القريشي، ووصف البعض الصورة بأنها "مهينة".
وكالة الأنباء السعودية ذكرت في وقت سابق، اليوم الأربعاء، أن السفير المالكي التقى القريشي في إسلام آباد، وقالت إنهما تبادلا "أحاديث ودية، وناقشا استعراض علاقات البلدين".
إلا أن مقطع فيديو وصوراً من اللقاء انتشرت على شبكات التواصل، قوبلت برفض سعودي كبير، إذ ظهر الوزير القريشي وهو يضع قدماً على الأخرى باتجاه المكان الذي كان يجلس فيه السفير السعودي.
يُظهر الفيديو، الذي عرض لقطات متفرقة من اللقاء، أن وزير الخارجية الباكستاني أبقى قدمه لوقت وهي مرفوعة تجاه السفير السعودي.
حساب السفارة السعودية في باكستان كان قد نشر الفيديو، لكن أجرى عليه تعديلاً، إذ جعل اللقطات تبدو أقرب، وأخفى بذلك قدم الوزير الباكستاني.
اعتبر سعوديون أن الجلوس بهذه الشاكلة يُظهر "قلة احترام" من الوزير الباكستاني للسفير السعودي، وقال الكاتب والأكاديمي السعودي، تركي الحمد، في تغريدة على حسابه بتويتر: "شعرت بالإهانة وأنا مواطن سعودي من عامة المواطنين، فكيف بسعادة السفير، الذي يبدو أنه استطاع ضبط أعصابه بصفته ممثل دولة لا نفسه".
اعتبر الحمد أن وزير الخارجية الباكستاني "يفتقد للياقة الحقيقة، ويبدو أنه تعمّد فعل ذلك".
الصحفي السعودي غازي الحارثي، علّق أيضاً على طريقة جلوس الوزير، وقال: "متأكد بأن طريقة جلوس الوزير الباكستاني خلت من الآداب الدبلوماسية، لكن بغض النظر إن كانت متعمدة أم لا، لو كنت بموقف سعادة السفير، سأتصرف بدبلوماسية تتناسب وقدر #السعودية في المنطقة، ولدى باكستان بالذات".
مغرّدون على موقع تويتر اتهموا أيضاً الوزير القرشي بأنه تعمد الجلوس قبالة سفير السعودية بهذا الشكل، وتداولوا صوراً للوزير الباكستاني خلال لقاءاته بسفراء من دول الخليج، ولم يكن خلالها يجلس كما جلس قبالة السفير السعودي.
كان وزير الخارجية الباكستاني قد أثار جدلاً في تصريحات أدلى بها في 2020، عندما تحدث عن تهديد بلاده بأنها ستخرج من منظمة التعاون الإسلامي، وكشف أن بلاده غابت عن قمة كوالالمبور الإسلامية في العام 2019 بضغط سعودي.
حينها استضاف القمة رئيس الوزراء الماليزي آنذاك مهاتير محمد، في كوالالمبور، وحضرها العشرات من قادة العالم، بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لمناقشة القضايا الراهنة في العالم الإسلامي.
أردوغان كشف أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان -الذي كان المحرك الرئيسي للقمة- انسحب من الاجتماع بعد أن أعلنت السعودية عن تهديدات اقتصادية بحق باكستان.
بيّن أردوغان أن السعودية هددت بإعادة أربعة ملايين باكستاني يعملون في المملكة إلى بلادهم، وكذلك سحب 3 مليارات دولار من البنك المركزي الباكستاني.
كان للرياض تحفظات على القمة الماليزية، لأنها لم تكن منظمة في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي.
إلا أنه بعد فترة من التوترات، شهدت العلاقات بين السعودية وباكستان تحسناً جديداً، وفي 4 ديسمبر/كانون الأول 2021، قال شوكت تارين، المستشار المالي لرئيس الوزراء الباكستاني، إن باكستان تسلمت قرضاً قيمته ثلاثة مليارات دولار من السعودية، كجزء من حزمة للدعم الاقتصادي، وبهدف تعزيز احتياطياتها الأجنبية.