قال الجيش الإسرائيلي إنه لن يتمكن من ضرب منشأة نووية إيرانية، فيما يمتلك الأسلحة اللازمة لاستهداف أخرى، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2021.
جاء ذلك في تقرير هو ملخص العمليات التي قام بها الجيش والأوضاع الأمنية على مختلف الجبهات خلال 2021، نشرته قناة "كان" الرسمية ووسائل إعلام عبرية بينها موقع "واللا" والقناة (13).
استهداف المنشآت النووية الإيرانية
قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية تمتلك ذخائر ثقيلة يمكنها اختراق منشأة تخصيب اليورانيوم في منشأة "نطنز" النووية وسط إيران.
إلا أنه استدرك بالقول: "لكن من ناحية أخرى، فإن المنشأة في فوردو (جنوبي إيران) محمية للغاية وهي عميقة في الأرض تحت سفح الجبل".
بحسب المصدر ذاته، يؤكد الجيش الإسرائيلي أنه "لا يمكن شن هجوم على إيران دون الاستعداد لمعركة في الدائرة الأولى: الجبهة اللبنانية وسوريا وقطاع غزة".
لذلك، "سارع الجيش الإسرائيلي إلى الحصول على مشتريات في مجال الصواريخ الاعتراضية لبطاريات الدفاع الجوي، والذخائر اللازمة للقوات الجوية وتعزيز جاهزية القوات البرية"، وفق ذات المصدر.
بحسب التقرير، كان "بإمكان إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية قبل عقد من الزمان إذا تم اتخاذ قرار من قبل القيادة السياسية، لكن منذ ذلك الحين قام الإيرانيون بتحسين نظام دفاعهم الجوي بشكل كبير بما في ذلك من خلال استخدام منظومة إس- 300 الروسية".
حصول إيران على قنبلة نووية
تابع الجيش الإسرائيلي في تقريره: "كجزء من استعدادات الجيش الإسرائيلي لاحتمال شن هجوم، أصدر رئيس الأركان (أفيف) كوخافي تعليمات بإعداد عدد من الخطط المحتملة للهجوم".
كما توقع التقرير أن تحصل إيران على قنبلة نووية خلال عامين، إلا أنها وحتى حال امتلكت 5 قنابل من هذا النوع فلن تسارع إلى استخدامها.
وفقاً للتقرير "تواصل إيران تسليح نفسها بأكبر عدد من الصواريخ الباليستية التي تصل إلى الجبهة الداخلية لإسرائيل، ويعززون ( الإيرانيون) أنظمة الدفاع الجوي حول المنشآت الحساسة، ما يتطلب زيادة وتيرة ونطاق عملية جمع المعلومات الاستخبارية".
فيما اعتبر التقرير أن التحدي الرئيسي للجيش ومنظومة الدفاع في إسرائيل "هو المحور الشيعي الراديكالي، من إيران عبر العراق وصولاً إلى تموضعه في لبنان وسوريا وبعد ذلك (يأتي التهديد على) الساحة الفلسطينية".
وضع القوات الجوية ساء مؤخراً
بحسب التقرير، يتمتع الجيش بشكل عام بحرية عمل كبيرة في الأجواء اللبنانية، لكن "وضع القوات الجوية الإسرائيلية ساء خلال العام الأخير مع دخول أنظمة دفاع جوي للمنطقة".
إذ قال إنه على الحدود مع لبنان تم رصد تراجع في تسلل طائرات مسيرة تابعة لـ"حزب الله" خلال 2021، لكنها لا تزال تتسلل بكثرة وتخدم التنظيم في جمع معلومات استخبارية عن القوات والقواعد الإسرائيلية.
إجمالاً نفذت مسيرات "حزب الله" 74 طلعة عبر الحدود الإسرائيلية في 2021 مقابل 94 في العام السابق.
بينما تم إطلاق 31 صاروخاً وقذيفة من لبنان نحو إسرائيل في العام الأخير حيث تم الرد عليها بنحو 15 صاروخاً من الطائرات المقاتلة الإسرائيلية ونحو 200 قذيفة مدفعية.
كما قال الجيش الإسرائيلي إنه أولى اهتماماً خاصاً بتعطيل ""مشروع الصواريخ الدقيقة" لـ"حزب الله".
استهداف الجيش الإسرائيلي لسوريا
قال الجيش الإسرائيلي إنه تم استهداف العشرات من الأهداف داخل سوريا في "المعركة ما بين الحروب". ووفقاً لبيانات الجيش، تم إغلاق طرق التهريب إلى سوريا عن طريق الجو والبر والبحر بنسبة 70% خلال 2021.
بحسب معطيات الجيش الإسرائيلي، ارتفع عدد الصواريخ المضادة للطائرات التي أطلقتها قوات النظام السوري على المقاتلات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات هجومية داخل البلاد خلال 2021 حيث تم إطلاق المئات من هذه الصواريخ.
الضفة الغربية وقطاع غزة
يقول التقرير إنه تم ضبط 397 قطعة سلاح وأغلقت 9 ورشات لتصنيع الأسلحة بالإضافة إلى مصادرة أموال مخصصة لتمويل ما سماها "نشاطات إرهابية" بقيمة 11 مليوناً و386 ألفاً و270 شيكل (نحو 3 ملايين و615 ألف دولار).
كما قال الجيش الإسرائيلي كذلك إنه اعتقل خلال العام الجاري (2021) 2899 فلسطينياً للتحقيق معهم، ونفذ الفلسطينيون 100 هجوم على إسرائيليين بما في ذلك محاولات دهس وطعن.
مع ذلك أشار التقرير إلى أن عام 2021 شهد سقوط أقل عدد من القتلى بين الإسرائيليين في الضفة (قتيلان اثنان)، مقابل 3 في 2020 و5 في 2019 و14 في 2018.
في سياق متصل قال الجيش في تقريره، إنه تم استكمال إقامة الحاجز الأمني الذكي على طول حدود القطاع بعد 3.5 سنة حيث يتضمن العائق قدرات متقدمة ومئات من الكاميرات والرادارات وأجهزة الاستشعار والإنذار.
بينما أطلقت الفصائل الفلسطينية في غزة في الفترة التي أعقبت العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو/أيار الماضي 5 قذائف صاروخية نحو إسرائيل في مؤشر هو الأدنى مقارنةً بعدد الصواريخ التي أطلقت من غزة بعد الحملات العسكرية الماضية، بحسب المصدر ذاته.
علاقات عسكرية مع دول عربية
وفق التقرير، أدى توقيع اتفاقات التطبيع مع دول عربية، وإنشاء تحالف عربي معتدل إلى تعاون عسكري بين إسرائيل والدول العربية السنية المعتدلة تحت راية القيادة المركزية للجيش الأمريكي، وهو ما لم يكن ممكناً في الماضي.
أضاف التقرير: "في إسرائيل يشاركون دولاً أخرى في المعلومات الاستخبارية ضد المحور الشيعي المتطرف، وتعمل معهم بشكل مشترك في مهام الدفاع والهجوم".