دعا الرئيس اللبناني ميشال عون، الإثنين 27 ديسمبر/كانون الأول 2021، إلى حوار وطني حول مسائل، من بينها استراتيجية للدفاع، قال إن تطبيقها مسؤولية الدولة وحدها، في إشارة إلى التوتر مع حلفائه بجماعة حزب الله المدججة بالسلاح.
عون قال في كلمة نقلها التلفزيون، إنه يريد أفضل علاقات مع دول الخليج العربية، متسائلاً عن سبب وضع العلاقات في حالة توتر إثر تصريحات لوزير متحالف مع حزب الله حول حرب اليمن، والتي أشعلت أزمة دبلوماسية في أكتوبر/تشرين الأول. وأضاف: "أرغب في أفضل العلاقات مع الدول العربية ودول الخليج، ولكن ما المبرر لتوتير العلاقات مع هذه الدول والتدخل في شؤون لا تعنينا؟".
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن اجتماع الحكومة بات ضرورة حتمية بعد مرور أكثر من شهرين دون اجتماع.
دعوة عون إلى إنقاذ لبنان من الانهيار
كما حذَّر عون، من جهته، من أن الدولة تنهار، ودعا إلى حوار عاجل حول خطة للتعافي المالي والاقتصادي ولا مركزية إدارية ومالية موسّعة واستراتيجية دفاعية لحماية لبنان، وقال إن "الدفاع عن الوطن يتطلب تعاون الجيش والشعب والمقاومة، والمسؤولية الأساسية هي للدولة التي تضع وحدها الاستراتيجية الدفاعية وتسهر على تنفيذها"، دون ذكر حزب الله بالاسم.
فيما يقول معارضو حزب الله، منذ زمن طويل، إن ترسانته العسكرية تقوِّض الدولة وتورِّط لبنان في صراعات إقليمية وتُلحق الضرر بالعلاقات مع دول الخليج العربية الغنية التي كانت تستثمر بكثافة في بيروت بالماضي، لكنها ابتعدت عنها منذ سنوات.
من جهته يقول الحزب، الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني في 1982، إن أسلحته مُهمة للغاية للدفاع عن لبنان ضد إسرائيل، ويؤكد أيضاً أن مقاتليه وفَّروا الحماية للبلاد من المتشددين مثل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
توترات مع حزب الله
ويتحالف الرئيس اللبناني عون، وهو مسيحي ماروني، مع حزب الله الشيعي المدعوم إيرانياً، منذ 16 عاماً، إلا أن توترات طفت على السطح مؤخراً، فيما يشير إلى احتمال حدوث تغيير في التحالفات قبل الانتخابات البرلمانية في مايو/أيار، حيث يأمل خصوم حزب الله عكْس نتيجة انتخابات 2018 التي فاز فيها الحزب وحلفاؤه بالأغلبية.
فيما سينتخب البرلمان الجديد رئيساً جديداً للبلاد العام المقبل.
حزب الله ساعد في إيصال عون إلى الرئاسة في 2016، فيما يقدم الرئيس وتياره الوطني الحر دعماً سياسياً مُهماً للغاية لامتلاك حزب الله ترسانة عسكرية أقوى من ترسانة الجيش اللبناني، فيما يقترب عون من نهاية ولايته التي تبلغ مدتها ست سنوات، ويتكبد لبنان أهوال ما وصفه البنك الدولي بأنه أحد أشد حالات الانهيار الاقتصادي على الإطلاق.
ويعاني لبنان منذ أكثر من سنتين، من أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار القدرة الشرائية.