أدى النجاح الكبير الذي حققه لقاح فايزر-بيونتيك ضد فيروس كورونا، والأرباح التي جنتها الشركات المنتجة له إلى تحقيق نتائج جانبية غير متوقعة عادت بفائدة كبيرة على مدينة ألمانية كُبلت بالديون منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي.
صحيفة The Guardian البريطانية كشفت الإثنين 27 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن الإيرادات الضريبية التي أدرها النجاح الذي حققته الشركة قد خلصت مدينة ماينتس لأول مرة منذ التسعينيات، من ديونها.
إذ إن المدينة التي يسكنها نحو 217 ألف نسمة وتقع في ولاية راينلاند بالاتينات الغربية، كُبلت بالديون منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، عندما حصلت السلطات القائمة على إدارة المدينة على قرض وصل إلى 1.47 مليار دولار.
بحسب الصحيفة، فإن فائدة الدين المستحقة على المدينة الواقعة على نهر الراين، تراكمت في العام الأول للجائحة بمبلغ 33.97 مليون دولار.
نجاح بيونتيك أنقذ المدينة
لكن النجاح الذي حققته شركة بيونتيك للتكنولوجيا الحيوية، التي تعاون مُؤسِّساها أوغور شاهين وأوزليم تورشي مع عملاقة الأدوية فايزر لإجراء تجارب وتصنيع اللقاح، أدى بدوره إلى إنهاء مديونية ماينتس وزياردة ثروتها.
فبدلاً من توقع زيادة في الإنفاق بقيمة 40.76 مليون دولار، أعلن مجلس المدينة هذا الشتاء فائضاً في الميزانية بقيمة 1.23 مليار دولار، مع توقع فائض آخر في عام 2022 بقيمة 555.84 مليون دولار، ومعه أمل ماينتس سداد الديون المتبقية عليها بالكامل هذا العام.
وبفضل قوانين سرية الضريبة في ألمانيا، لم يُعلَن رسمياً أن بيونتيك هي مصدر الأموال التي وصفها مجلس ماينتس بأنها "حكاية سندريلا" الخاصة بالمدينة. لكن الثورة الرائعة للشركة التي صنعت أول لقاح مُصرح به في الغرب، لا تخفى على أحد.
فبين شهري يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2021، حققت شركة بيونتيك إجمالي أرباح قبل اقتطاع الضريبة بلغ 11.66 مليار دولار، ودفعت ضرائب بقيمة 3.62 مليار دولار. لكن الشركة لديها عديد من المقرات في ألمانيا، ولم توضح أسماء المجالس البلدية التي ذهبت هذه الأموال إليها.
قال عمدة ماينتس، مايكل إيبلينغ، إنّ تطور الأحداث الذي بدّل الأحوال بعد تصنيع لقاح شركة بيونتيك كان ذا أهمية اقتصادية بالغة لا تقل عن الأهمية الصحية للقاح.
وقال في حديثه مع صحيفة The Guardian، إنه أراد استغلال المال لتسوية قروض المدينة، بدلاً من الاستثمار في مشروعات بنية تحتية ضخمة. قال إيبلينغ: "قد يكون عيد الميلاد قد أوشك على المجيء، لكن بالنسبة لمدينة ماينتس فإن الوقت الحالي هو وقت تحضير قائمة الأمنيات. المكاسب الضريبية المفاجئة سوف تسهل بكل تأكيدٍ تكريم الإنجازات الأخرى التي قدمتها مدينتنا إلى العالم".
قبل جائحة كوفيد-19، كانت الهدية الرئيسية التي قدمتها ماينتس إلى العالم هي الطباعة المضغوطة، فقد طور مبتكرها يوهان غوتنبرغ طريقة للطباعة اعتماداً على الأحرف المتحركة، وكان ذلك في هذه المدينة عام 1440 تقريباً.